رأى رئيس الهيئة التنفيذية في ​حركة امل​ مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية بمناسبة ذكرى ​عيد الاستقلال​، أن "المشهد السياسي يزداد تعقيداً نتيجةً لتشابك العناوين وتداخلها والعناصر المتناقضة في صناعة الحدث ال​لبنان​ي حيث تفاقم حجم استعصائه بسبب الانكشاف الفاضح للدخول الدولي الاميركي تحديداً على خط الأزمة في المقاربة التي قدمها ​السفير الأميركي​ السابق في لبنان ​جيفري فيلتمان​ أمام اللجنة الفرعية ل​مجلس النواب الاميركي​ حول ​الشرق الاوسط​ وشمال ​افريقيا​، اذ ربط موقع لبنان بمحددات الصراع الدولي مع ​روسيا​، داعياً إلى مزيد من التدخل الاميركي في الشأن اللبناني خشية وقوع لبنان في دائرة الإحتواء الروسي الصيني الإيراني، مهاجماً خيارات اللبنانيين حول ​المقاومة​ مخيراً إياهم بين ​الفقر​ وبين هذه الخيارات مشترطاً لخروج لبنان من أزمته تشكيل سلطة تنفيذية، تقر بالمطالب الاسرائيلية بملفات ​ترسيم الحدود​ البرية والبحرية بالملف النفطي والغازي بمجمله، مما يشير إلى دقة التحليل الذي كان يربط الاحداث في لبنان، بل في مجمل المنطقة بملفات ​الطاقة​ وإن إتخذ من المطالب الشعبية والظروف المادية والاقتصادية للشعوب وسيلة إمتطاءٍ لمعاناتها لتحقيق مصالح القوى الكبرى".

وعما ما آلت اليه ​الجلسة التشريعية​ للبرلمان والتي كان من المقرر عقدها في 19 الحالي، لفت لى أنه "إنسجاماً مع الرؤية الضابطة للموقف والخطاب والمستندة إلى منهجٍ راسخ كانت قد شرّعته الحركة نرى أن الخاسر الاكبر مما جرى هم اصحاب مشاريع الفتن الذين دفعوا بعض الغوغائيين المندسين في صفوف التحرك للتعرض للنواب وهم ذات القوى التي انقلبت الآن وفي الماضي على المصلحة الوطنية تحت ذرائع شتّى، ويعملون اليوم على فرض منطق تعطيل المؤسسات وشلها دفعاً بالبلد نحو المجهول، فتغلبت الحكمة الوطنية على الفتنة التي تُنسج خيوطها في اكثر من مكان ودائرة لإسقاط لبنان التجربة والدور، ويترافق هذا الامر مع محاولة إسقاط هيبة كل المؤسسات بشقيها السياسي والامني في لحظة داخلية واقليمية حرجة عنوانها الاساس ضياع البوصلة وفقدان ​القيادة​ الاقليمية الجاذبة والقائدة وترك كل بلد عربي يتخبط بأزماته في ظل فقدان تام لدور اقليمي او قومي يعمل على حل المشاكل والازمات".

وأشار الى أن "وقوف رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ في مجلس النواب مؤكداً تمسكه بعمل المؤسسات و الرسالة الاوضح بالحفاظ على دور بيروت أم الشرائع في مواجهة ارباب شريعة الغاب، وإن استظلال ​ساحة النجمة​ بحضوره علماً وطنياً وهامةً حارسة وصائنة للعناوين الوطنية هو تأكيد على خيار وطني عنوانه حتمية الالتزام بالمؤسسات والرموز و​الدستور​ في مواجهة قوى التفرقة والتفكيك والمشاريع الهدّامة"، مؤكدا أن "حركة امل مازالت تستمر بدعوتها الصادقة إلى أن مشروع ​صفقة القرن​ لتصفية قضية ​فلسطين​ بصفتها القضية المركزية مازال يعتبر أولوية عند الاسرائيلي والاميركي وأن إغراق مناطقنا العربية بفتن متنقلة يهدف إلى تحقيق هذه الصفقة التي نؤكد أننا سنسقطها ابتداء من لبنان".