رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب ​سمير الجسر​ أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري واضح في مواقفه لجهة تمسكه بحكومة اختصاصيين من خارج النادي السياسي، و"ذلك تماشيا مع مطلب الشعب الذي ليس باستطاعة أحد إسقاطه، وبالتالي نحن مع حكومة حيادية انتقالية ترمم الأوضاع على أن يكون الملف الاقتصادي والنقدي من أولوياتها، إلا أن الفريق الآخر مصرّ على حكومة تكنوسياسية علما أن الحكومات الائتلافية مصيرها الغرق في النزاعات والصراعات السياسية، وبالتالي فإن العودة الى حكومة سياسية أو حتى مختلطة، يعني استنساخ الماضي وهذا ما نرفضه حرصا منا على البلاد لأن المرحلة الراهنة لا تتحمل وجود نزاعات وخلافات داخل الحكومة، وتتطلب بالتالي حكومة اختصاصيين حياديين للخروج من الأزمة".

وردا على سؤال، لفت الجسر، في حديث لصحيفة "الأبناء" الكويتية، الى أن "الحريري طلب من الآخرين تكليف غيره وتأليف الحكومة التي يريدونها، وبالتالي فإن اتهامه بالسعي للاستفراد في الحكومة على قاعدة "أنا ولا أحد غيري" لا معنى له ومردود لأصحابه"، مؤكدا أن "الحريري غير متمسك ب​رئاسة الحكومة​ ولن يقيم العوائق أمام أي حكومة يريدها الآخرون، لكننا نتمنى ومن باب النصيحة ان يشكلوا حكومة من اختصاصيين وبرئاسة شخصية مقبولة من الناس، لأن أي حكومة أخرى سيعتبرها الشارع حكومة مواجهة وهو ما لا يريده الحريري، فالمشكلة ليست في الأشخاص والوجوه بقدر ما هي مسألة مبدئية للملمة ​الوضع المالي​ والاقتصادي".

وعن نية الحريري اتخاذ خيارات جذرية منها الابتعاد عن الممارسة السياسية في هذه المرحلة والاتجاه نحو ورشة داخلية في تياره، بحسب ما أوردته صحيفة "الاندبندنت العربية"، أشار الجسر إلى أنه "لست على علم بهذا الخيار المستبعد أساسا، لكن إذا أراد الحريري اعتزال العمل السياسي فليس لأن رئاسة الحكومة لم ترس عليه، فهو استقال بملء ارادته، ومتمسك بحكومة اختصاصيين انطلاقا من أن العاقل لا يعاود السير من جديد في طريق يعلم سلفا انه مسدود، علما أن الآخرين مازالوا يتصلون به ويتواصلون معه أملا بالوصول إلى حل قريب".

وعن اللقاء الثلاثي في باريس، حيث أكدت كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة دعم ​لبنان​ والوقوف الى جانبه، أكد الجسر أن الدول المشار إليها لا تتدخل في عملية التكليف والتأليف، لكنها تعتبر نفسها معنية بالاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي في لبنان، وذلك لأن لبنان ليس جزيرة معزولة عن المخاطر التي تمر بها المنطقة العربية، وبالتالي فإن أي خريطة تصيب الداخل اللبناني ستترك تداعيات سلبية من الممكن أن تكون عنصر تفجير كبير، الأمر الذي يفسر اهتمام تلك الدول بدعم لبنان وتحييده عن محيطه الملتهب.