أكّد عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" خليل حمدان، خلال لقاء مع رؤساء البلديات ونوابهم نظمه مكتب الشؤون البلدية والإختيارية في حركة "أمل" - إقليم جبل عامل، أنه "لا يمكن الإطلالة على الوضع الداخلي في لبنان وما يجري من دون أن نربط ذلك بالمنطقة ككل"، مشيرًا الى أن "هناك ترابطًا وطيدًا مع ما يجري في العالم من صراعات، ولكي نضع الأمور في نصابها، لبنان في الجغرافيا مثل العديد من الدول، التي طالها مثل هذا الحراك واستهدفت، لأن طريقة إدارة المعركة في لبنان والشرق الأوسط ككل هو ناجم عن عقيدة قتالية تدرس في الأكاديميات العسكرية عن طرق الحرب الحديثة للسيطرة على الأخر وتدمير كل مقوماته".

ولفت حمدان الى "أنهم يقولون إننا الآن بمرحلة الجيل الرابع من الحرب حيث الأجيال السابقة اعتمدت القتال المباشر، وبعدها الأسلحة المتطورة وبعدها القنابل الذكية، أما الجيل الرابع، فيعتمد على قصف العقول والحرب الناعمة واستغلال الجهل عند الناس بما يسمى القنبلة الغبية التي هي أقوى من القنبلة الذكية"، معتبرًا أن "الحراك مخطط له منذ فترات طويلة من الزمن، بدأ التمهيد له من خلال أول طلائع الحرب المالية التي فرضتها الشركات الأميركية المالية، من خلال تخفيض تصنيف القوة الإئتمانية في لبنان، وبعدها أتى الصندوق الدولي، وهول بأننا ذاهبون إلى كارثة إذا لم نعالج وضعنا، وصولا الى إشاعة امكانية إجراءات ضريبية كما اشار اليها بعض الوزراء في آخر جلسة للمجلس، حيث أعلنت عن الضرائب على الواتساب".

وأوضح حمدان أن "ظاهر الأزمة مطلبي والمناداة بمحاربة الفساد وإلغاء الطائفية وغيرها، أما باطن الأزمة فهو توجيه الإتهامات بالفساد لجهات محددة في لبنان للنيل من موقعهم السياسي"، متسائلا: "من يدير هذا الحراك؟"

واعتبر أن "الأزمة تستهدف وجه لبنان، حيث كانوا في السابق يقولون في مقدمة الدستور أن لبنان ذو وجه عربي، وأتى إتفاق الطائف ليقول ان لبنان عربي الهوية والإنتماء، الذي ترجم في ال​سياسة​ نتيجة جهاد المقاومين وشرائح المجتمع كافة وحركة أمل هي أساس في هذه المقاومة في السابق والآن ولاحقا".

وتساءل حمدان: "ما المطلوب الآن، نبش الماضي والتمترس خلفه؟ المطلوب أن تلغى المقاومة من الوجود؟ واستهداف الجيش اللبناني الذي يمتلك عقيدة قتالية مشرفة؟"، مؤكدا أن "المطلوب الآن القضاء على قاعدة "الجيش والشعب والمقاومة" وتغيير وجه لبنان ليكون المتصالح مع إسرائيل والمعادي لسوريا، وأن تغيب عنه كل قوى المقاومة بشكل واضح وفعال"، مشددا على أن "المطلوب الآن تحريك عجلة القضاء وتضافر جهود الجميع للخروج من الازمة، وخصوصا ان رئيس الجمهورية اول من طالب بتمثيل الحراك الحقيقي بالحكومة والذهاب الى الدولة المدنية والغاء الطائفية السياسية واعتماد قانون جديد للانتخابات".

وتوجه حمدان لرؤساء البلديات، داعيًا اياهم إلى "الإنتباه من المرحلة الإجتماعية المقبلة، حيث ينبغي أن نسهم في تداركها وأن نصب جهودنا للتفرغ للقضايا الإجتماعية ومعالجة وتلبية حاجات الفقراء والمعوزين وأن نضعها في سلم الأولويات".