لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير للناشط الحقوقي عمر روبرت هاميلتون، بعنوان "بلطجية السيسي يظنّون أنّه يمكنهم النجاة بعد اختطاف شادي زلط، فلا تتركوهم"، إلى أنّ "في الوقت الّذي كان يكتب المقال، كانت الأنباء تتواتر حول اقتحام عناصر ​الأمن المصري​ لمقرّ موقع "مدى مصر" للمرّة الثانية خلال أيام قليلة وتعتقل عددًا من الصحافيّين، بينما أطلقت سراح أحد مدراء تحرير الموقع شادي زلط بعد ساعات من اعتقاله".

وأوضحت أنّ "الموقع هو أحد المواقع المستقلّة القليلة الّتي تعمل في مصر، رغم قبضة النظام العسكري، الّذي قفز على السلطة بانقلاب الجنرال ​عبد الفتاح السيسي​ عام 2013"، مبيّنةً أنّ "عناصر الأمن سألوا بوّاب المبنى الّذي يسكن فيه شادي قبل أسبوعين عن سيارته، والشقة الّتي يسكن فيها، واستفسروا عن عمله من ثمّ عادوا مرّة أُخرى بعد أيام قليلة بأسئلة إضافيّة، وفي كلّ مرّة كان البوّاب يخبر شادي بما حدث، لذلك كان مستيقظًا طوال الليل بانتظار اعتقاله".

وركّزت الصحيفة على أنّ "في النهاية جاؤوا لاعتقاله، أربعة عناصر بزي مدني، ودون مذكرة اعتقال أو حتّى هويات، أخذوه من منزله أمام زوجته وابنته، وصادروا هاتف شادي، وحواسب الأسرة، واختفى عدد من المقالات المطبوعة الّتي كان يعمل عليها". ونوّهت إلى أنّ "مصر كانت ولعدد من السنوات الآن مصدرًا للأخبار السيّئة، فقد كانت واحدة من أكثر بلدان العالم اعتقالًا للصحافيّين منذ انقلاب السيسي، كما أنّنا لا نعلم العدد الحقيقي للمعتقلين السياسيّين، لكن منظمة "هيومان رايتس ووتش" تقدّر عددهم بنحو 60 ألف معتقل، كما أنّ النظام اعتقل 4 آلاف شخص منذ أيلول الماضي".

وأشارت إلى أنّ "النيابة العامة والقضاء يعملان مع قادة الجيش، ويستخدمان المحاكم بشكل ممنهج لتكبيل ​المجتمع المدني​ في بعض الأحيان باستخدام سلسلة طويلة من القضايا لمهاجمة المؤسسات غير الحكومية ودور النشر ومؤلّفين ومؤسّسات دولية، وأحيانًا باستخدام قضايا سريعة وذائعة الصيت ضدّ مطربين ومشاهير أو أشخاص ينشرون تعليقات ومقاطع مصوّرة على "​فيسبوك​"، وفي بعض الحالات بالتهديدات الّتي دفعت ممثّلين وكوميديّين مشهورين ولاعبي كرة قدم إلى المنفى".

وشدّدت على أنّ "العقبات والقوانين المكبّلة للعمل الصحافي في مصر كثيرة ومعقّدة، ورغم ذلك تمكّن موقع "مدى مصر" من مواصلة العمل رغم كلّ ذلك لسنوات عدّة باستقلاليّة ومهنيّة، مع أنّ الموقع محجوب في مصر لكن يتمّ تداول المقالات عبر بروتوكولات متغيرة بشكل دوري".