أكد راعي ابرشية صيدا و​دير القمر​ للروم الملكيين الكاثوليك المطران ​إيلي بشارة الحداد​ ان أنظار كل ​العالم​ تتجه إلى ​لبنان​ وشباب لبنان وشاباته المتواجدين في الشارع اليوم، إن العناوين التي يريدها العالم المعاصر هي الحرية والعدالة والمساواة والكرامة والديمقراطية و​اللبنانيون​ يبرهنون يوما بعد يوم أنهم شعب يحب ​الحياة​ بكرامة وبعنفوان لا بذلّ ومهانة.

واشار ​الراعي​ خلال الاحتفال مع راعي ابرشية صيدا المارونية ​المطران مارون العمار​ بالذبيحة الإلهية في بازليك ​سيدة المنطرة​ ​مغدوشة​ بمعاونة لفيف من كهنة الابرشيتين وحضور جمهور كبير من المؤمنين وذلك من أجل ​السلام​ في وطننا الحبيب لبنان، الى اننا "نجتمع اليوم أبناء ​أبرشية صيدا ودير القمر​ وفي قلب صلاتنا نية واحدة: لبنان. نقدم لإلهنا بشفاعة مريم سيدة المنطرة وطننا ليكون وطن السلام. فالظرف الذي نمر به إنما هو ظرف خطير واستثنائي. وإما أن يؤدي بنا إلى القيامة أو إلى مزيد من التدهور وربما الموت. فهل يموت لبنان حاشى لأن ​الكتاب المقدس​ جعله هدية للشعوب لا بل من أثمن ​الهدايا​".

واضاف: كلنا نبحث عن العيش بكرامة. هذا كان نداء الكنيسة منذ تأسيسها وحتى اليوم. تخاطب الكنيسة اليوم شبابها وتستمع إلى همومهم وتقدّر رأيهم في المساهمة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية و​المال​ية والسياسية. ولإعطاء الحياة الكنسية والاجتماعية إنطلاقة جديدة ترتكز على القيم الروحية والأخلاقية والكرامة، بالتزامن مع مستجدّات جذرية على مستوى شباب لبنان وشعبه الذين انتفضوا انتفاضة تاريخية وحضارية للتعبير عن فقدان ثقتهم بالقادة السياسيين. وعن رغبتهم برؤية وجوه نظيفة تلتئم في حكومة مصغّرة فاعلة تستطيع إجراء الإصلاحات اللازمة و​مكافحة الفساد​ وضبط المال العام. أعود إلى كلمة ​البابا​ فرنسيس يتوجه فيها "إلى سكان أرض ​الأرز​ النبيلة" يوم الأحد 27 تشرين الأول وبخاصة الى ​الشباب​، داعيًا الجميع إلى إيجاد الحلول المحقّة عن طريق الحوار. وقد توقّف البابا عند الحدث الوطني الذي يتمثّل ب​الانتفاضة​ الشعبية المذهلة التي انبرى فيها المتظاهرون، وبخاصة الشباب والصبايا، موجّهًا إليهم الشكر على الدينامية الإيجابية التي خلقوها والتي لا ينبغي أن تنطفئ بأي شكل من الأشكال، وعلينا أن نعمل كلّ ما بوسعنا كي يكون تحرّكهم حافزًا للبنان متجدّد، أكثر عدالة وديمقراطية، وأكثر تضامنًا وأخوّة. ومشهد البارحة لهو مشهد واعد في احتفال ​الاستقلال​.

وتابع: الكنيسة هي من الشعب وهي مجموعة المؤمنين. تقف إلى جانب أبنائها لتطالب بالعيش الكريم وإنهاء ​حالات​ الفساد. وتضع مؤسساتها التربوية والإنسانية بخدمة هذه القضية لخدمة الناس لاسيما الفقراء منهم. آن للدولة أن تستفيق لتؤمّن ما أمّنته الكنيسة حتى اليوم من خدمات كلّفت الناس مبالغ تفوق قدرتهم وشكّلت للكنيسة إحراجا مع الفقراء. تعالوا نتحاور مع ​الحكومة​ العتيدة التي نطلب بتأليفها بأسرع وقت ممكن إذ تنتظرها ملفات كبيرة وصعبة. نتحاور لتأمين مبدإ المشاركة بين الكنيسة و​الدولة​ والمجتمع في التعليم والتربية والطبابة وسواها من الخدمات على أن تضع الكنيسة كل إمكاناتها وتقنياتها في خدمة الناس وتؤمّن الدولة مجانية الخدمات.