أوضح مرجع مسؤول متابِع عن كثب لتفاصيل المفاوضات على الصعيد الحكومي بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ و"​الثنائي الشيعي​"، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، أنّ "التفاوض كان لا يزال قائمًا، على أمل الوصول إلى حلّ سياسي في نهاية المطاف، وراهنّا من البداية على تحقيق إيجابيات، وانتظرنا وما زلنا ننتظر أن يحسم الحريري موقفه"، لافتًا إلى أنّ "تبعًا لذلك، لا نستطيع أن نقول بإنّنا اقتربنا من عتبة بلوغ تفاهم على الخط الحكومي".

وركّز على أنّ "ثمّة أجوبة مُنتظَرة، لكنّها لم تصل بعد، وعدم وصولها حتّى الآن يدفع إلى القول بأنّ الأجواء رماديّة وقاتمة". وعمّا إذا كانت الصعوبة في بلوغ هذا التفاهم على الخط الحكومي مردّها إلى عامل خارجي، أكّد "أنّنا نكذب على أنفسنا إن استبعدنا وجود العامل الخارجي، ولكن على هشاشة واقعنا اللبناني والضعف الّذي يعاني منه حاليًّا، في مقدورنا أن نستمرّ في الحفر في صخرة المواقف المتصلّبة، حتّى تلين ونصل إلى اتفاق داخلي، بوصفه فرصة تنتشل البلد ممّا هو عليه الآن من اختناق".

وبيّن المرجع أنّ "من شأن هذا الاتفاق أن يفرض نفسه على كلّ العوامل الخارجيّة المعطّلة، ويُخضعها لإرادة اللبنانيين بإنقاذ بلدهم، إلّا أنّ الشرط الأساس هنا هو أن تتوفّر هذه الإرادة، معزّزة بالشعور بالمسؤوليّة تجاه بلد يوشك أن يلفظ أنفاسه".وسأل: "ألم نشهد ماذا حصل على ​جسر الرينغ​؟ ألا ينبغي علينا أن نأخذ العبرة ممّا جرى؟".

وعن شكل الحكومة الجديدة، شدّد على أنّ "حكومة اللون الواحد مرفوضة شكلًا ومضمونًا، سواء حكومة سياسيّة تأتي برئيس حكومة يدور في فلك "​8 آذار​" وحلفائها، وهذا معناه حكومة مواجهة مع شرائح واسعة من اللبنانيين، وبالتالي لا توجّه نحو مثل هذه الحكومة على الاطلاق. ولا بحكومة "تكنوقراط" بوصفها أيضًا من حكومة لون واحد، إنّما هو لون ضعيف لا يناسب ظروف المرحلة الحاليّة الّتي تتطلّب حكومة مختلطة ومحصّنة سياسيًّا".