كلامي موجَّه إلى شعب الإنتفاضة الحضاري:

مرَّ على وجودكم في الشارع أربعون يومًا، وما زلتم في ذروة عطائكم وابتكاراتكم وإبداعكم.

في كل مرة كنتم تتعرضون للإساءة كنتم تردون بشكلٍ حضاري...

أحرقوا لكم الخيم في ​ساحة الشهداء​ فوضعتم خيمًا جديدة...

أحرقوا لكم قبضة ​الثورة​ المرفوعة في ساحة الشهداء فصنعتم واحدة أكبر منها بسرعة قياسية ووضعتموها مكانها.

لم تدعوا ​عيد الإستقلال​ يمرّ، فقمتم بأجمل عرض مدني للإستقلال منذ 76 عامًا، تاريخ نيل الإستقلال، وحزتم على إعجاب ​العالم​.

لم تتعبوا من الأربعين يومًا، وابديتم استعدادكم انكم قادرون على البقاء في زخم الإنتفاضة 400 يوم.

حاول البعض ب​العنف​ فلم تخافوا أو تجبنوا.

حاول البعض بالخطابات العالية الصوت والعالية السقف فلم تتراجعوا.

***

اليوم اللعبة خطرة:

لنعد الى تحقيق الهدف الأول للانتفاضة المليونية: المطالب المحقة وإعادة الاموال المنهوبة.

***

بضع شبان ما لهم و"​شارع مونو​" وتحطيم السيارات وواجهات المحلات...

الانتفاضة​ الشعبية لا فوضى ولا حرب أهلية ولا شارع مقابل شارع إذ الجوع والقهر والعوز تجمع كل ال​لبنان​يين ما عدا الفاسدين.

بكل بساطة وصراحة ووضوح:

استدراج شارع لمواجهة شارع مرفوض.

ولنكن أكثر صراحة:

شارع مونو هو بوابة ​الأشرفية​... الدخول اليه من قبل بضعة شبان، وهو البعيد عن ​الرينغ​ ، يعني ان هناك محاولات لوضع مونو في وجه ​الخندق الغميق​. وهكذا استفاق أهل مونو ووجدوا التخريب في ممتلكاتهم.

***

أين العقل أين الحكمة أين لملمة كل الشعب المثقل بالقهر والمعاناة. عشنا حروباً أهلية مدمرة وموجعة وبعدها عدنا الى الوحدة الوطنية بعد ان راح ضحيتها 100 ألف مواطن وهاجر نصف الشعب من كل ​الطوائف​ من دون استثناء والذي بقي مقيماً في الوطن، يعيش على الحبوب المهدئة.

***

يا شعب الإنتفاضة: تنبَّهوا إلى ما يحاك في الخفاء وتحت جنح الظلام.

أُعلنوا من اليوم، والآن، وبالفم الملآن:

لن نُستدرَج إلى شارع في مقابل شارع.

حمايتنا جيشنا ومؤسساتنا العسكرية والأمنية.

ولتتفضَّل بحماية كل المناطق والشوارع والبيوت التي تتعرض لوأد الإنتفاضة الحضارية ذات المطالب المحقة.

لكننا لن نُستدرَج والإنتفاضة لن تُطفأ.

***

بعد الذي جرى، فإن لسان حال المواطن المنتفض هو:

الإنتفاضيون هم شعب لبنان ​المحبة​.

شعب لبنان المنتفض هو العِلم والنور والحضارة.

والإنتفاضيون هم الثورة الشعبية على ​الفساد​ والفاسدين.

ونقول لكم إخيرًا:

لبنانٌ مجدي وإلهامي وتاريخٌ يعتلي المضمار

وطني أحبُكَ لا بديلَ أتريدُ من قولي دليلْ

سيظلُ حُبُك في دمي لا لن أحيدَ ولن أميلْ

سيظلُ ذكرُك في فمي ووصيتي في كلِ جيل