ركّزت مصادر ​معراب​ في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، على أنّ "رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ حمّل في خطابه الجانب الآخر نتيجة المأزق الّذي وَصلت إليه البلاد".

وعن اللقاء الأخير بين "​حزب القوات اللبنانية​" ورئيس الجمهورية ​ميشال عون​، أوضحت أنّ "في إطار التواصل المستمر بين معراب و​بعبدا​، حصل اتصال بين الرئيس عون ورئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، لمعرفة موقف "القوات" ممّا يجري على الساحة الداخلية. فطلب رئيس الجمهورية شرح موقف "القوات" بشكل مفصّل، فتمّ الاتفاق على إرسال موفدين اثنين إلى ​القصر الجمهوري​، حيث شرحا موقف "القوات" الداعي إلى ضرورة تسريع الدعوة الى الاستشارات".

وذكرت أنّ "الموفدين جدّدا موقف "القوات" الّذي دعا إليه جعجع في 2 أيلول الماضي في اجتماع بعبدا حول الورقة الاقتصاديّة، وهو رفض حكومة سياسيّة، وضرورة تشكيل حكومة من اختصاصيّين مستقلّين، يكون عملها إعادة الثقة إلى اللبنانيين وإلى ​المجتمع الدولي​، فكان ردّ الرئيس واضحًا بأنّه لن يقبل إلّا بتشكيل حكومة "تكنو- سياسيّة".

من جهتها، رأت مصادر "القوات" أنّ "الحملات الّتي سيقت ضدّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عبر وسائل إعلام الجانب الآخر، واتّهامه بتسويق معادلات "أنا أو لا أحد" أو "أنا أو الفوضى"، هي محاولات لإحراج الحريري وفي غير محلّها، ويريد منها فريق السلطة الذهاب إلى تشكيل حكومة اللون الواحد مغطّاة بقشور سياسيّة"، منوّهةً بـ"موقف الحريري الّذي رفض القبول برئاسة حكومة بشروط الجانب الآخر".

ولفتت إلى أنّ "إشادة الحريري بالثوار و​الثورة​ تؤكّد من جديد أنّه استقال نزولًا عند رغبة هؤلاء الشبّان والشابات الّذين يريدون التغيير، ويريدون طبقة حاكمة نظيفة. وبالتالي، يجب أن يُشبه الرئيس الجديد للحكومة هؤلاء الناس، ولا يجب أبدًا القفز فوق إرادتهم". وأكّدت أنّ "رسالة الحريري إلى الشارع مفادها أنّه اذا كانت استقالته إرضاء له، فإنّ أي حكومة يرأسها ستكون حكومة على هوى هذا الشارع، أي بعيدة عن وجود القوى السياسية فيها"، مبيّنةً أنّ "الحريري قال بين السطور لـ"حزب الله": "لن أرضخ لابتزازكم". وإذا كنتم تعتقدون أنّكم بوضع شارع مقابل شارع، ونشر الفوضى في الساحات، وخصوصًا ما جرى في اليومين الأخيرين، تجعلوني أقبل بحكومة وفق شروطكم أو الذهاب إلى الفوضى، فأنتم مخطئون". وبالتالي، هو كان جازمًا بأنّه لن يخضع لشروط الحزب في تأليف ​الحكومة​".