يؤكد مسؤول كبير في تحالف حزب الله و8 آذار ان اجواء بيت الوسط والرئيس ​سعد الحريري​ كانت منذ صباح امس ايجابية وتشير الى تقدم ملموس في ملف تشكيل الحكومة والى جو ايجابي حمله الموفد البريطاني ريتشارد مورو معه وبحثه مع المسؤولين اللبنانيين في اليومين الماضيين وان التوجه هو للمضي قدماً في تأليف حكومة تكنو-سياسية تضم مختلف الافرقاء لادارة الازمة وفق ما نقلت الى المسؤول المذكور اوساط رفيعة المستوى ومقربة من الحريري.

ويشير المسؤول الى ان الاتصالات التي اجريت طوال يوم امس كانت ايجابية للغاية وان هناك تفاؤلاً لمسه عند المعنيين بالتأليف. ويقول ان ​الثنائي الشيعي​ وفريقنا قابل بيان الرئيس الحريري امس بإيجابية ورأى فيه بداية لتظهير الحل الحكومي المنشود والذي تلا صدوره مباشرة اجواء ايجابية من ​قصر بعبدا​ عن تحديد موعد الاستشارات غد الخميس على ان يبحث فيها اسم الرئيس العتيد وعدد الوزراء وهويتهم واسماءهم.

ويلفت الى ان الحريري في بيانه ارسل العديد من الاشارات الايجابية تجاه ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ وتجاه الرئيس ​نبيه بري​ وتجاه فريقنا ومنها انه ليس متمسكاً بتكليفه حصراً وانه لا يمانع تكليف غيره وانه مستعد لتسمية غيره اذا رست الامور على ذلك. وتكشف عن تنسيق جرى في الساعات الماضية بين مختلف الجهات المعنية لتخريج الحل وللسير به وفق معادلة الانقاذ واتخاذ تدابير عاجلة وسريعة لوقف التدهور الاقتصادي والامني.

في المقابل ومع ارتفاع "دوز" التصعيد السياسي والكلامي والمترافق مع حادثة الجية والاحتكاكات التي اتخذت طابعاً مناطقياً ومذهبياً من الاشرفية الى الصيفي فالطيونة والكولا وقصقص، يؤكد المسؤول ان هناك فريقاً في البلد وخصوصاً تيار المستقبل والرئيس الحريري ومعه جزء من الحراك المنضوي في تحالف 14 آذار حاول الضغط على فريقنا ب​السياسة​ والشارع والاقتصاد وتحريك بعض الجهات الاقتصادية وهو ما ادى الى بلوغ الامور مستويات خطيرة وكان لا بد من اتصالات حاسمة لوقف التدهور في الشارع ولافهام المعنيين ان قطع الطرق وقتل الناس والاستمرار بلعبة الشتم والتحريض الطائفي سيقابله انفلات في الشارع المقابل وسيوتر الاجواء في البيئة المقابلة وسيدفع الى صدام طائفي ومذهبي من مناصرين وشباب غير منظمين في صفوف الاحزاب وقد ننجر الى ما لا تحمد عقباه.

ويلفت المسؤول ان رغم عدم وجود توجه واضح وحاسم من تحالفنا باستحضار شارعنا مقابل الشارع الآخر، الا ان ما جرى خلال الايام الماضية يؤكد ان البلد في وضع حساس ولم يعد مسموحاً الاستمرار بلعبة استثارة عصبية مذهبية او جر الشارع الشيعي تحديداً الى مواجهة مع شارع سني او مسيحي.

ويشير المسؤول المذكور ان في مقابل انفلات الشارع في اليومين الماضيين كانت الاتصالات ناشطة بين الحريري وبعبدا و​عين التينة​ حيث تشاور الحريري مع الخليلين في مروحة من الاسماء الحكومية في حال اصر هو على عدم تولي حكومة تكنوسياسيةوكان اسم الوزير السابق ​بهيج طبارة​ من الاسماء المطروحة ولكن لم يتم تداوله رسمياً ولم يسربه الثنائي الشيعي الى الاعلام ولم تجر اية لقاءات او اتصالات بين طبارة والقوى الاخرى لان الحريري لم يعط جوابه النهائي في الحكومة وكان الثنائي وعون ينتظرون جوابه النهائي خلال 48 ساعة للبناء عليه ومعرفة وجهة الامور. ومع صدور بيان الحريري امس وتحديد عون للاستشارات الخميس ومع وجود الاجواء الايجابية خارجياً يتوقع ان يكون التكليف والتأليف خلال فترة وجيزة اذا ما بقيت الامور على ايجابيتها ولم يستجد اية معوقات اخرى.