ما فضحته لغة الجسد من حردٍ وزعلٍ سياسي بين رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ورئيس ​الحكومة​ المستقيلة ​سعد الحريري​ خلال عرض ​الإستقلال​ في ​وزارة الدفاع​، له أسبابه ومبرراته بالنسبة الى ​عين التينة​ التي إعتادت في الآونة الأخيرة على تلقي الصدمات السلبية الواحدة تلو الأخرى من قبل رئيس حكومة ​تصريف الأعمال​.

وبحسب مصادر عين التينة، تلقى بري الصدمة الأولى من الحريري عندما قدّم الأخير إستقالة الحكومة، إستقالة سمع الحريري من بري نصائح عدة بعدم اللجوء اليها كونها تدخل البلد في وضع مالي وإقتصادي دقيق جداً. على رغم تلك النصائح، قدّم الحريري إستقالته وطيّر الحكومة.

صدمة بري الثانية ودائماً بحسب مصادر في عين التينة، تلقاها برّي عندما بدأ الحريري بوضع العصي في دواليب إستشارات التكليف قبل الدعوة اليها من قبل ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​. ومن أكثر ما أزعج برّي هي الشروط والشروط المضادة التي وضعها الحريري عندما قال إنه يريد ​حكومة تكنوقراط​، ولن يقبل بوزراء كالوزير ​علي حسن خليل​ والوزير ​جبران باسيل​ وغيرهما، كل ذلك من دون أن يطبق قاعدة الإستبعاد هذه على نفسه وهو سياسي بإمتياز وبعيد كل البعد عن التكنوقراط.

مصادر عين التينة تتابع جردة حساباتها مع ​بيت الوسط​ وتقول، لقد تلقّى بري صدمة ثالثة من الحريري يوم وعده الأخير بحضور ​كتلة المستقبل​ جلسة التشريع الأسبوع الفائت وإنسحابها من الجلسة التشريعيّة، وهذا ما لم يحصل. ففي صباح ذلك اليوم، وبينما كان بري يتوقع من كتلة المستقبل أن تحضر الى ​ساحة النجمة​، فما كان بالنائب ​بهية الحريري​ إلا أن أعلنت مقاطعة الجلستين.

لم يمرّ الكثير من الوقت حتى دفع الحريري بالصدمة الرابعة الى ملعب بيت الوسط. حكومة مستقيلة منذ ثلاثين يوماً ومن دون أن تفكّر بعقد جلسة ولو فولكلوريّة توحي من خلالها للمواطنين بمشروع حل، وفي هذا السياق، تكشف المعلومات نقلاً عن رئيس المجلس قوله يجب على الحريري وبسرعة أن يدعو ​مجلس الوزراء​ الى جلسة طارئة من دون جدول أعمال. جلسة توجّه دعوة لحضورها الى حاكم ​مصرف لبنان​ رياض سلامه والى جميع ​المصارف​ وجميع المعنيين بالملفّ المالي والإقتصادي، وذلك في محاولة منه لإستدراك ​الوضع المالي​ و​الأزمة​ التي نعيشها بسبب شح ​الدولار​.

بين الصدمة والأخرى لا تفهم عين التينة ما الذي يريده الحريري من دعم وتشجيع المتظاهرين، وتسأل "ألا يعرف الحريري أنّه لا يزال رئيساً لحكومة يجب أن تصرّف الأعمال؟ وهل نسي أنّه في ​السلطة​ منذ سنوات وليس بالطريقة التي يتعامل بها اليوم يدار البلد؟!.

هي قصة قلوب مليانة لا قصة رمّانه بين رئيس ​المجلس النيابي​ ورئيس ​تيار المستقبل​. قلوب مليانة، لا يمكن أن تمحوها تصريحات من نوّاب كتلتي المستقبل و​التنمية والتحرير​ وفيها "لا مشكلة بين بري والحريري وما يحصل غيمة صيف" أما الحقيقة فواضحة ومكشوفة ولا تحتاج الى أيّ تفسير إضافي.