أصدرت الشابة إيليّسا الياس إيليّا كتابها الجديد تحت عنوان "الدّموع العطشى"، وهو عبارة عن خواطر بالشّعر والنّثر، بالعاميّة والفصحى.

أهدت الكتاب إلى والدتي الّتي لولاها لما كنتُ ولما كانت كلماتي.

إلى والدي نبع دموعي...

إلى كلّ مَن اختبأت في عينَيْه الدّموع العطشى

وكتبت في تمهيد "وجدت الأحرف لقاحًا مبعثرًا في ربيع اللّغة. أين الفراشات الّتي تجمع اللّقاح؟ أين هي فتنثره على أوراقي؟ طال انتظاري، وازداد عطشي، واشتدّ خوفي... لا أريد أن أموت... أنا رمز ​الحياة​".

انهمرت دموعي فانهمرت غزيرة، وخطّت على التّراب كلمات الحياة. عشقت الكتابة، وتمسّكت بحروفها خوفًا من تبعثرها مرّة أخرى. تعلّقت بكلّ حركاتها، واستمتعت بلحظات سكونها. أحببت الكتابة منذ الطّفولة، وكانت رفيقتي في الغبطة، وفي الشّدّة. نعم، عشقت الكتابة إلى أقصى الحدود، ولمّا كانت يدي الكاتبة عاجزة عن الإمساك بالقلم، كتبت باليد الأخرى.

الحروف أعطت الكلمات، والكلمات أعطتني الحياة..."

وفي تقديم الكتاب كتب الأب بشارة إيليّا "دموع الحياة في افراحها واحزانها، تعكس اشراقات وتجليات ولا ارقى. إنها ميزة إنسانيّة إلهية، وكيف لا، فاصغر آية في ​الكتاب المقدس​ هي "وبكى يسوع" دمعة حياة في رقاد صديقه العازر، فتحولت تلك الدمعة الساقطة من عين الإله إلى اكسير حياة، ومعنى حياة، تختصر رحلة حب وخلاص. ولم يبكِ ​المسيح​ وهو على الصليب بل قال "أنا عطشان"، ومن ثم قال "قد تمّ".

فها إيليّسا الياس إيليّا قد جمعت ما بين هاتين المحطتين وقالت قد تمّ "الدموع العطشى" التي لا ترتوي، لتعطي حياة لكلمات بين دفتي كتاب.

إنها خبرتها الأولى التي فيها تتجلى براءة الحب، وصدق الإيمان، وثورة الشباب، والاحلام... إلا أن التجربة الأولى تبقى لها ميزتها، بأنها مقياس للخبرات والتجارب اللاحقة.

خواطر إيليّسا عبر تعبّر عن أفقها وتطلّعاتها، وهي عشقت الكلمة و​اللغة​ ودلالاتها، باحثة عن جوهر الحياة ومعناها، في لغتها العربيّة المحكية والفصحى، ومعبرة عن خفايا افكارها والنظرات، وهي المجازة في علوم الحياة..."

الدّموع العطشى كتاب يستحق القراءة، إذ يعكس نبض ​الشباب اللبناني​ الذي تسكنه ​الثورة​.