اشارت صحيفة "الإندبندت" في مقال بعنوان "لماذا لن توقف استقالة رئيس الوزراء ​العراق​ي ​الانتفاضة​ الكبيرة التي تلوح في الأفق"؟ الى إن "الثوار في العراق حققوا أول نجاح كبير لهم بإجبار رئيس الوزراء ​عادل عبد المهدي​ على الاستقالة من منصبه، بعد يوم دام قتل فيه 45 مواطنا على أيدي ​قوات الأمن​".

ولفتت الصحيفة البريطانية، الى أن "هذا الانتصار الرمزي باهظ الثمن إذ قتل عدد كبير من المتظاهرين لكن عبد المهدي أظهر أيضا انعدام كفاءة في قيادة البلاد كما أن النخبة السياسية يبدو أنها شديدة التمسك ب​السلطة​ لدرجة تسمح لها بالقيام بالإصلاحات الجذرية التي يطالب بها المتظاهرون". اضافت "قارن حصيلة الضحايا المرعبة خلال ثمانية أسابيع في العراق بمقتل متظاهر واحد عن طريق الخطأ خلال ​مظاهرات​ ​هونغ كونغ​ التي بدأت قبل 6 أشهر، وقارن أيضا بين التغطية الإعلامية الموسعة والتعاطف الذي يحظى به المتظاهرون في هونغ كونغ بمظاهرات العراق غير المسبوقة".

وذكرت انه "ربما اعتاد ​العالم​ على أنباء قتل العراقيين بأعداد كبيرة سواء كان ذلك على أيدي تنظيم "داعش" أو ​صدام حسين​ أو حتى على أيدي ​القوات الأميركية​ لذلك لم يعد الإعلام يعتبر ما يجري ضمن نطاق ​الأخبار​، لكن التاريخ تصنعه الكوارث التي لاتغطيها ​تقارير​ الإعلام، ف​العنف​ الذي يراه البعض مؤثرا على العراقيين يحظى بقدرة على إحداث تغيير كامل في ​السياسة​ في منطقة ​الشرق الأوسط​".

وذكرت الصحيفة البريطانية "أن ​إيران​ منذ ​الثورة الإسلامية​ عام 1979 أصبحت إحدى القوى الإقليمية في المنطقة وتعزز علاقاتها بشيعة المنطقة خلال الأعوام الأربعين الماضية وهو التحالف الذي لم تتمكن ​الولايات المتحدة​ ولا ​إسرائيل​ أو ​المملكة العربية السعودية​ ضربه في ​لبنان​ أو ​اليمن​ أو ​سوريا​ فضلا عن العراق". وتابعت "وتكمن أهمية ما يجري في أن نحو ثلثي سكان العراق من ​الشيعة​ وتمتد الحدود بينه وبين إيران على مسافة تتخطى 1100 كيلومتر وكان الشيعة ينظرون إلى إيران على أنها حليف ضروري في مواجهة تنظيم ​الدولة الإسلامية​ لكن قبل شهرين تغير كل ذلك".

واوضحت أن هذا التحالف ربما يكون قد انهار رغم انتصاره بعد تورط الميليشيات الإيرانية في محاولة فض المظاهرات وسحقها وكانت هذه بداية التغيير الكبير المنتظر في الشرق الأوسط.