تناقل ال​لبنان​يون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ردات فعل بعض الثوار على الاعتداءات التي تعرضوا لها وهم يتظاهرون سلمياً ومن دون اسلحة ولا حتى عصي، كانوا يصرخون في وجه المعتدين "شبيحة شبيحة" بما يذّكر برجال العصابات والميليشيات في الانظمة التي كانت تقمع شعوبها بواسطتهم في زمن الثورات.

ولم يكن يعرف ​اللبنانيون​ ان "الشبيحة" ليسوا فقط من يعتدون عليهم وهم يتظاهرون سلمياً انما "الشبيحة":

هم الفاجرون الذين غنموا على مدى أكثر من ثلاثين عاما من تعب الناس وارزاقهم ومستقبلهم ومن جيوبهم ومن عرق جبينهم، من استقرارهم ومن صحتهم، من غذائهم ومن مياههم.

***

"الشبيحة" هم الذين بنوا ابراجهم وقصورهم ومزارعهم ومساحاتهم في لبنان والعالم من الصفقات والسمسرات والرشاوى والتزوير والغش وصرف النفوذ واستغلال صروح ​الدولة​ من دون أي رادع اخلاقي أو وطني أو قانوني،

وجعلوا الناس يئنون جوعا ويأسا وفقرا وقرفا وهم رهائن لا يقوون على ​التنفس​ أو الصراخ أو الغضب أو حتى البكاء حتى لا ينتقم منهم "الشبيحة".

***

ومن بين "الشبيحة" بعض الذين بنوا وكبروا مؤسساتهم وشركاتهم ومصارفهم من جيوب الناس ....

جشعهم جعلهم يضاربون على حساب ​الليرة​... جعلهم يربحون بشكل فاحش من سندات الخزينة ومن الفوائد المرتفعة فكدسوا ثرواتهم وهربوها الى الخارج فيما اللبنانيون كانوا يئنون جوعا من سياسات اقتصادية ريعية غير منتجة تعيش على الرُبى المقونن وعلى ​الاقتصاد​ات المشبوهة فتراكم ​الفقر​ وزاد العوز وسقط الاقتصاد في دوامة الديون.

"الشبيحة" هم الذين خنقوا الدولة بعشقهم لها فاستسهلوا الغرق والاغراق بالاقراض والفوائد العالية وامعنوا في الوقت نفسه في خنق الناس بغرض تجويعهم وفي رهن حياتهم وكراماتهم وعزتهم.

***

بعض "الشبيحة" هو في ذهنية واداء وممارسات بعض المصارف وأصحابها الذين حللوا لانفسهم الاستيلاء على اموال الناس والمخاطرة بها والالتفاف عليها وصولا الى مصادرتها والتقنين بها.

والبعض الآخر من الارقى والأشرف والأنبل والأعرق بمعاملة الزبائن.

اما موضوع الايداعات فهذا شأن آخر.

شكراً جزيلاً لحاكم ​مصرف لبنان​ المهندس ​رياض سلامة​ ولبروفسور ​جمعية المصارف​ ​سليم صفير​.

كثيرة المصادر التي نقلت ما جرى في ​القصر الجمهوري​ خلال اللقاء المالي الذي عقد مساء الجمعة الماضي..

الخطير ان الكلام نفسه نسمعه منذ بداية ​الأزمة​ حول استقرار الليرة وحول عدم الخوف على ودائع الناس وحول وحول وحول....

كيف يريد الناس ان يصدقوا ان ما سمعوه ويسمعونه صحيح .. ودقيق..

***

أليس ما يعيشه الناس من ممارسات بعض "الشبيحة" مختلفاً تماما:

هل الليرة مستقرة وهل سعرها منضبط؟

أين يعيش من يكذبون على الناس؟

كيف يريدون للناس ان يطمئنوا على ودائعهم وفي كل لحظة تراهم واقفين مذلولين أمام مكاتب موظفين أمنوهم على مدخراتهم فاذا بهم يتعرضون لاهانات وذل بما يشبه مواقف الشحاذين وهم يتسولون حقوقهم.

ماذا تنتظرون من الناس ان يسمّوا من يغتصب تعبهم ومدخراتهم وجنى اعمارهم وتعويضاتهم التقاعدية غير "شبيحة" كل الفاسدين.

***

ماذا تنفع الناس التعاميم والتصاريح المهدئة فيما في الكواليس يتابعون مشاريع قوانين تطبخ حول Capital Control وHair Cut وغيرها .. سيناريوهات تذهب وسيناريوهات تقوم فيما الناس تعيش غلياناً وغضباً وقلقاً وتوتراً يلامس الهيستيريا الجماعية:

سؤال واحد: ماذا فعلتم بنا وما مصيرنا وماذا عن يوم الغد؟

علام سنستيقظ وهل من يحمينا من الاحتكارات ومن المضاربات ومن فذلكات "شبيحة" أهل الهندسات وبعض المصارف.

لعل "الشبيحة" من أي مكان انطلقوا ولأيّ موقع إنتموا ان الثوار لهم بالمرصاد وان ​الثورة​ مستمرة حتى لا نقول لم تبدأ بعد...

وعندما ستنتشر عدوى الثوار لتشمل القابعين حتى الآن في بيوتهم لن توفر الاخضر واليابس لا سيّما ما تبقى لهم من "أخضر الشبيحة".