شرحت "الكتلة الوطنية" الأحداث التي حصلت في الآونة الأخيرة في ​لبنان​، مشيرةً إلى "انتحار مواطن في ​عرسال​، وصرف آخرين من أعمالهم أو تخفيض أجورهم، وتدنّي القيمة الشرائيّة للرواتب لدرجة لم تعد تكفي لأكثر من نصف شهر، فضلاً عن عجز سلطةٍ متجاهلة نشوء سوقين لسعر صرف ​الدولار​ المدمّر للاقتصاد وغير آبهة بتأمين المستلزمات الدُنيا لمواطنيها".

وفي بيان لها، لفتت الكتلة إلى أّنّ "​السلطة​ تحت ضغط الشارع قرّرت شراء ​المحروقات​ مباشرة للتوفير على الخزينة، فاتّضح في ما بعد أنّها خدعة أخرى؛ بالإضافة إلى أنّ شراء فقط 10 في المئة من الكمّية المطلوبة من خلال مناقصة يعيد الوسطاء إلى الواجهة"، مذكرةً بأن "السلطة التي تدّعي الشرعيّة الإنتخابيّة وصلت بأصوات 48 في المئة من الناخبين عام 2018 وهؤلاء أيضًا يدفعون ثمن تعنّتها وفقدانها الإحساس بآلامهم، هذا مع العلم أنّ الشرط الأوّل لشرعية ​الانتخابات​ هو الاقتراع الحر البعيد من الزبائنيّة".

وفي السياق ذاته، سألت "هل الناخب هو فعلاً حر عندما يرتبط خياره بخدمة، أو بوظيفة، وبإدخاله إلى المستشفى أو مدرسة، وكلّ ذلك مقترن بإذلاله أمام الزعيم، في حين أنّ هذه الخدمات هي من أبسط حقوقه؟ وهل الناخب حرّ عندما يقترع لمن يدّعي وَهْمَ حمايته من الآخر، ومن أجل حق الطائفة؟ هل الطائفة مكوّنة من أشخاص أُفقِروا، أم أنّها في الواقع مصلحة لمن يتربّع على عرشها مع حاشيته؟ وهل الناخب حرّ عندما يدّعي من يستميل صوته بأنه يدافع عن سيادة لبنان؟ فعن أيّ سيادة نتحدث عندما يصبح مصير لبنان مهدّداً بالإرتهان لـ"البنك الدولي" و"​صندوق النقد الدولي​" لإنقاذه من الإفلاس؟".

وأكدت أنّه "على السلطة أن تتنحّى وتسلّم دفّة البلاد ل​حكومة​ مستقلة سياديّة من اختصاصيّين بعد فشل ذريع على مدى 30 عاماً"، مشددةً على أنّ "حجّة ضرورة وجود سياسيّين لإدارة الشأن العام ساقطة"، متسائلة "هل إدارة ملف ​الكهرباء​ يستلزم "سياسيًا"، وأليس هذا "السياسي" هو الذي كلّف الخزينة 40 مليار دولار لكهرباء لم تأتِ؟".

ودعت الكتلة السلطة إلى "أنْ تعي أنّ فرصتها الوحيدة لاستعادة الاعتبار هو بتنحّيها وإعادة تأهيل نفسها، وإلا فإنّها كلّما تشبّثت بمواقفها سرّعت في تهميش كل مكوّناتها".