رأى أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق ​فادي كرم​، أنّ "كلّ المفاوضات والمشاورات الّتي تحصل حول الملف الحكومي حاليًّا، تُشبه العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول، وهي ضرب لكلّ مطالب الثوار، في شكل يعتبر أنّ لا انتفاضة شعبيّة في البلد أصلًا. بالإضافة إلى كونها محاولة لجعل الأزمة الّتي نشهدها وكأنّها نتيجة للإنتفاضة الشعبية، وليس للسياسات الّتي أوصلت البلد إلى التردّي الخطير".

ولفت في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، إلى أنّ "​حزب القوات اللبنانية​" كان طرح مسألة حكومة الاختصاصيّين الحياديّين، البعيدين من القرارات الحزبيّة ومن الإلتزام بالأجندات الحزبيّة، منذ أيلول الماضي"، مشدّدًا على أنّ "إعادة إحياء سياسات ما قبل 17 تشرين الأول، سيكون تسريعًا في المضيّ بالإنهيارات الكاملة، الّتي لا تفيد البلد في شيء".

وعن إمكانيّة مقاطعة "القوات اللبنانية" للحكومة الجديدة، ركّز كرم على أنّ "لا شيء اسمه مقاطعة في ال​سياسة​، بل ترتبط الأمور بمن يُمكنه أن يكون من ضمن الفريق الّذي يُعطي الثقة والدّعم للحكومة، والمنتمي إلى التركيبة، أو بمن يختار أن يكون في المعارضة". وأشار إلى "أنّنا قلنا منذ وقت سابق إنّنا سنكون خارج ​الحكومة​ مهما كانت، لأنّنا نعتبر أنّ الدور اليوم هو للحياديّين والاختصاصيين ليديروا البلد؛ وأيّ حكومة من هذا النوع، سنكون داعمين لها. أمّا إذا تمّ تشكيل حكومة "تكنو- سياسيّة"، وهي تمويه لما كان في البلد قبل 17 تشرين الأول، فسنعتبر أنفسنا خارج المنظومة، وسنُكمل عملنا في معارضة ما يجب معارضته".

وحول ما إذا كنّا على أبواب تسوية محليّة- إقليمية جديدة، شدّد على أنّ "لا تسوية محليّة- إقليميّة، بل تسوية داخلية بين جهات لا تزال متمسّكّة بنفوذها وتسلّطها على أجهزة ومؤسّسات الدولة اللّبنانية. لا يملكون أيّ شيء لتقديمه إلى الشعب، ولا حلول لديهم، وفي الوقت نفسه لديهم ارتباطات إقليميّة لا تتعلّق بتسوية إقليميّة بحدّ ذاتها". وأوضح أنّ "القوى الإقليميّة الداعمة للإقتصاد اللبناني، الّتي كنّا نستفيد من دعمها لاقتصادنا على مدى سنوات كثيرة، فقدت ثقتها بالمنظومة السياسية اللبنانية، ولن تدعم هذا النوع من الحكومات الذي يتمّ الحديث عنه حاليًّا".

ونوّه إلى أنّ "قبل الحديث عن أنّ الحكومة الّتي يُحكى عنها أصبحت بحُكم المُنجَزَة بالفعل، يتوجّب الوعي إلى مسألة أنّه لا تزال أمامها الكثير من المطبّات الواقعيّة، قبل أن تُصبح حكومة فعليّة".