أكدت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف ندى البستاني أنها لم تؤدّ سوى واجبها في ملف ​البنزين​، لجهة حماية حقوق المواطن و​الدولة​ على حد سواء، معتبرى ان "مع تفشّي ​الفساد​ وتقصير المسؤولين في تأدية مهماتهم، أصبحت البديهيات تبدو كأنها إنجازات، وصار كل من يتحمّل مسؤوليته ويتخذ القرار الصحيح كناية عن بطل، في حين انه لا يفعل سوى واجبه".

وفي حديث صحافي شدّدت البستاني على أنها تحرّكت بشكل تلقائي وعفوي لمنع تحميل المواطن أي زيادة على ​سعر البنزين​ وللحؤول دون انقطاع هذه المادة الحيوية، من دون أي أبعاد سياسية او حسابات شخصية، مشيرة الى انه "عندما اتخذتُ قرار المواجهة لم أكن أخطط للقيام ببطولات متعمدة او لتحقيق انتصارات مصطنعة، بل فعلتُ ما يمليه عليه ضميري وموقعي بمعزل عن ردود الفعل المحتملة ومن غير ان يكون لديّ هاجس الشعبية".

واوضحت انه "منذ استقالة رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​، لم أتصرف للحظة على أساس انني وزيرة تصريف أعمال، وإنما لا أزال أتحمّل مسؤولياتي كاملة وأتابع الملفات بكل الجدية والمثابرة المطلوبتين، كأنّ الحكومة أصيلة، لأنّ هذه الظروف الدقيقة التي يمر فيها ​لبنان​ تتطلّب ان نَبذل أقصى الجهود للتقليل من انعكاساتها السلبية على الناس"

ورداً على سؤال عن احتمال عودتها الى الحكومة المقبلة، شددت البستاني على انه "لا افكر في الأمر ولا يعنيني. ما أعرفه انّ مهماتي في الوزارة رتّبت عليّ أعباء شخصية ثقيلة، الى درجة انني لم أحظ بفترة الراحة الضرورية بعد ​الولادة​. لكن ما يخفّف عني وطأة التعب والضغط هو التفاعل الايجابي معي من قبل الناس".

ولمّحت البستاني الى انّ البعض يوحي عبر الاشارات المتفرقة التي أرسلها بأنه منزعج من حيويتها في ​وزارة الطاقة​ ومن قراراتها الاخيرة المتعلقة بالبنزين، مُستغربة كيف أنّ هناك من يَتحسّس حيال النجاح في شأن عام، وكأنّ المطلوب معاقبة أو محاصرة الشخص الذي يحاول أن ينجز أمراً ايجابياً، من دون الالتفات الى المردود العام لِما يتحقق

وكشفت ان "هناك ​شائعات​ مبرمجة تستهدفها، من خلال تسريب ​أخبار​ كاذبة عنها او تحوير ما تقوم به، سعياً الى تشويه صدقيتها والتقليل من شأن القرارات التي اتخذتها أخيراً، مُشدّدة على انها لن تتأثر بهذا التشويش وهي مستمرة في خياراتها، على قاعدة انّ الأولوية هي لخدمة الناس وتخفيف الاعباء عنهم قدر الامكان"، مؤكدة انه "تعرضت لضغوط في موضوع تنظيم مناقصة استيراد البنزين بعدما تأكّدوا من جديتي في رفض زيادة سعر صفيحة البنزين، إلّا انني صممتُ على الاستمرار في خياراتي حتى النهاية لاقتناعي بجدواها وصوابيتها"، مضيفة :"لقد كان ينتابني شعور بالانزعاج والضيق عندما كنت أشاهد طوابير السيارات والمواطنين امام محطة البنزين المحاذية لمنزلي. هذا المشهد الذي تكرر في كل المناطق استفَزّني من جهة، وحَفّزني من جهة أخرى على اتخاذ كل التدابير الضرورية لوقف تلك المهزلة".

وشددت البستاني على "ضرورة ان يتابع أيّ وزير مُقبل للطاقة ما بدأته هي من ضبط للسوق وزيادة المنافسة، إنطلاقاً من قاعدة انّ الحكم استمرارية، أمّا إذا حصل العكس وجرى التراجع عمّا تحقق، فستجدونني حينها أول المعترضين لأنه لا يجوز أن نعود الى الوراء في هذا القطاع".