إذاً… يا شعب ​الانتفاضة​ الأصيل...

المسؤولية الملقاة على عاتقك كبيرة وخطيرة...

يا شعب الانتفاضة في لهب ​الشمس​ وشتاء المطر والبرد...

يا شعب الانتفاضة المليوني الصامد كجبل الأرز من أجل الحقوق المستحقَّة

ويا شباب ​لبنان​ وشاباته وكباره وشيوخه الذين أشعلتم ​الثورة​ ضد ​الفساد​ والفاسدين،

كونوا على يقظة لأن الآتي أخطر من الذي فات...

وليكن لكم الإيمان بأنكم ستنتصرون… وإنكم لمنتصرون على الفاسدين!

***

"البلد صغير والناس تعرف بعضها"، ولا أحد يستطيع أن يخفي شيئاً عن أحد…

إذاً، لماذا اللعب على الحبال.

وهل سينسحب الرئيس ​الحريري​ تكتيكيا من الالتزام بوعده "بالحنكة"، لأن بنظره هو أو لا أحد.

***

معروف أن الإثنين هو الموعد الرسمي، أو الافتراضي، للاستشارات الملزمة…

فالاستشارات قد تجري وقد لا تجري لألف سبب وسبب.

وبعد ذلك، سيقول أهل ​السلطة​ ماذا نفعل لكم أكثر، حاولنا... والعرقلة ليست من عندنا.

***

نقول هذا الكلام ونحن نسمع المعلومات المتداولة، من مصادر متعددة، عن أن شعب الانتفاضة سينفِّذ غداً الأحد أكبر حشدٍ، رفضاً لتسمية الخطيب.

وفي المقابل، جمهور "​التيار الوطني الحر​" سينزل إلى الشارع ليقول: لستم وحدكم… نحن هنا...

فماذا في وسعنا أن نقول لأن ليس من مصلحة أحد المغامرة في شارع مقابل شارع.

***

الرئيس الحريري يعرف ماذا يفعل...

فهل دولته ملتزم فعلاً بوعده بتسمية الخطيب… أم هو متَّكِل على الانتفاضة المليونية "لتفركش" استشارات الاثنين؟

البعض يهمسون في هذه الأيام: دولتُه لا يمون على كل كتلته…

فما سرُّ هذا الأمر؟ وهل سنتوقع توزيعاً مدروساً للأدوار والأصوات في الاستشارات؟

كل شيء له وقته...

ولكن، صوِّبوا أنظاركم شمالاً حيث بدأت صور الحريري ترتفع في شوارع طرابلس…

***

بعض الظرفاء يقولون كلاماً مفاده أن الحريري سيصعد وحده الى قصر بعبدا… إذا كانت الطرقات مفتوحة.

وهناك يسمّي الخطيب ويفي بوعده… هو وحده…

ولكنه يراهن ان كتلته ليست معه بتسمية الخطيب وهو يراهن أن ما على شعب الانتفاضة إلا اختياره هو.

***

المسؤولية الأولى لما آلت اليه الاوضاع تقع على رئيس السلطة التنفيذية خاصة آخر ثلاث سنوات وكل قشّة تحركت خلال هذه الفترة كانت بعلمه وبإرادته.

حيثُ الشعبُ انتقلَ من الانهيارِ إلى الانتحارِ...

***

بصريح العبارة يستطيع فريق من السلطة ان يؤلف حكومة من لون واحد...

إذاً، يا شعب لبنان الذكي والأصيل، كن على ثقة أن هذا الفريق لن يستعجل إلى تشكيل حكومة من هذا النوع، ولو أتيح له ذلك...

لأن هذه ​الحكومة​ ستكون حكومة الفريق الواحد وتقسم البلد بالنصف تماماً ولا نعتقد ان احداً بذهنية الوقوع في الحرب الأهلية، لأن البلد لن يُكتب له الإفلاس فحسب حينذاك، بل ربما النهاية المريرة...

***

خططوا ما استطعتم يا أهل السلطة...

أنتم "تكتكوا" على رواق… فيما الشعب يتقلّب منتحراً على نار ​الفقر​ والعوز والأفق المسدود...

ألا يقفز كابوس المواطنين الستة المنتحرين فيهزّونكم في نومكم؟ إذا كان الضمير لا يوقظكم، فالشعب المليوني البطل المحق، المنتفض على حيتان ​المال​، لن يعود عن قراره الصائب. وبالطرق القانونية لا بالفوضى أو الغوغائية.

***

شعب لبنان الأصيل الواعي لن يقبل إلا برئيس حكومة واعدٍ، ناجح سلفاً، ونظيف سلفاً...

وهناك الكثير الكثير من وجوه ​الطائفة السنية​ الكريمة، ان من داخل الوطن أو ممن هاجروا قسراً خلال الحروب، والأمثلة كثيرة...

ما دام عندنا رجال ناجحون سلفاً في المغترب امثال عثمان سلطان الذي تكلمنا عنه مراراً وتكراراً.

والصديق معتز غندور الذي كما يقال في العامية "خلاصة الآوادم" والكف النظيف والنجاح سلفاً.

ونطرح أيضاً الدبلوماسي الراقي فؤاد دندن وجميعهم من الطائفة السنية الكريمة، أيا ترى برجال بهذه القدرة والتفكير الصافي الحديث وكثير أمثالهم، ألا يخرجوننا من تحكم الفاسدين حتى الإنهيار التام. أم انه ممنوع على الآوادم ان يدخلوا جنة الحكم لأنها صندوق فرجة للفساد والهدر والتلزيمات الخ...؟

ونكون بذلك قد وصلنا الى زمن الالتزام بالوطن والمواطن.

***

اليومان المقبلان حاسمان.

ولكن يبدو ان تأجيل الاستشارات ربما هو يكون سيد الموقف…