لفت المفتي ​الشيخ أحمد قبلان​ إلى أن ​لبنان​ يمرّ بأدقّ مراحل تاريخه الحديث، وليس مسموحاً لأحد أن يزيد النار تسعيراً، سوءاً كان مطراناً أو شيخاً، بل الواجب الديني والأخلاقي يفرض عليه أن يساهم في إطفائها. وأشار إلى أن ​الكتب​ السماوية تقول: ليس من يحمي الدار كمن يسرقها، وليس من طرد الغزاة كمن استجلبهم، وليس من قاوم الاحتلال كمن هرب من مقارعته.

وأكّد المفتي قبلان في تصريح له، أن الدين أن تمدح ​العدل​ حيث كان، وأن تنصف الخير على يد من وقع، وإلا فمن خلط بين من حرّر ومن أفسد كمن لا يفرّق بين طريق الله وطريق إبليس. مشيراً إلى "أن الدعوة للفراغ كارثة، لأن الفراغ يعني حرباً أهلية، الفراغ يعني حواجز ذبح على الهوية من جديد، الفراغ يعني قتلاً يومياً وجوعاً وفقراً ونهاية وطن، الفراغ يعني لعبة خراب دولية إقليمية لا حدّ لها".

وشدّد سماحته على أنه "أن تبني وطناً خيراً من أن تهدمه، وأن تطفئ نار غرفة خيراً من أن تهدم الدار كلها، وأن تصلح نظام الأسرة خيراً من أن تبدّد الأسرة وتدفعها للتناحر. وعليه يفترض بعقلاء هذا البلد أن يجتمعوا على إنقاذه من الغرق وإطفاء ناره قبل أن تأتي على آخره، وذلك من خلال شراكة إنقاذ وإجراء مشاورات نيابية لتكليف وتأليف ​حكومة​ إنقاذ وطني، ليس بعيداً عن ​صوت الشعب​، بل تأكيداً لصوت كل الشعب، وعلى قاعدة تحويل الشعب إلى حكومة ظل ضاغطة، لأن البلد في وضع كارثي، ولا يجوز التنكّر لحقيقة أن البلد وصل للقعر، ويحتاج إلى حكومة وطنية تقوم بالمؤسسات وبتيارات شعبية ضاغطة تحرّك الشوارع".

ووجه سماحته كلامه لسيادة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة بالقول:"هذا الشخص وتلك الفئة حرّرت وقاومت وحمت وصانت وأعادت الحرية والسيادة و​الاستقلال​ لبلد كان محتلاً ودولة كانت بين أنياب إبليس، حرّرت ولم تحكم، قدّمت ولم تأخذ، أعطت لله وللوطن، قاومت وعينها على لبنان وليس على كراسيه. وحكمة الأنبياء تقول: اتقوا الله بما تقولون، لأنه إذا فسد العالِم فسد العالَم".