يعاني المواطن اللبناني من ضغوطات اقتصاديّة تكاد تكون غير مسبوقة عليه هذه الفترة، ويُتوقّع بحسب المسار الحالي للأمور بأن تزداد هذه الضغوط، لذلك كان لا بد من جميع المعنيين في ​الدولة اللبنانية​ أن يبادروا للتخفيف عنه قدر الإمكان، وفي كل القطاعات، ومنها قطاع التعليم حيث أصدر رئيس ​الجامعة اللبنانية​ البروفيسور فؤاد أيوب، قراراً يحمل رقم 3558، ويقضي بإنشاء صندوق مؤقت لدعم الطلاب غير القادرين على تسديد رسوم التسجيل الجامعية للعام 2019–2020.

وبحسب القرار الذي صدر نهار الجمعة الماضي، فإنّ "الهدف من الصندوق، هو تأمين وتغطية رسوم التسجيل للطلاب الذين لا تتوفر لديهم الإمكانات المادّية لذلك". ونصّ على أن "الصندوق يموّل من المساهمات التي يتقدّم بها أفراد الهيئة التعليميّة والإداريّة كل حسب رغبته، ومن المساهمات التي يتقدّم بها طلاب الجامعة اللبنانيّة وخريجوها الراغبين بذلك، وتلك التي تقدم من جهات مانحة مختلفة".

وجاء على متن القرار وفي المادة الثالثة منه قرار تشكيل لجنة تُدير هذا الصندوق برئاسة العميد فواز العمر، وعضوية العمداء: مارلين حيدر، سليم مقدسي، وحنا المعلوف.

وفي سياق الحديث عن هذا الصندوق أوضح الدكتور فواز العمر أن "فكرة إنشاء الصندوق انطلقت من الظروف الإقتصاديّة الصعبة والضاغطة على كاهل اللبنانيين وبسبب انخفاض فرص العمل أمام الشباب"، لافتاً إلى أن "وفداً من طلاب الشمال زاروا رئيس الجامعة واجتمعوا معه وعرضوا للمشاكل التي يعانيها طلاب الشمال، فاستجابت الجامعة".

وأشار العمر في حديث لـ"النشرة"، إلى "أننا لاحظنا في الإدارة المركزية أن نسبة التسجيل في الكليّات المفتوحة (التي لا تحتاج إلى امتحانات دخول) قد انخفضت بشكل كبير عن العام الماضي اذ تسجّل فقط 30% تقريباً مقارنة بعدد السنة السابقة"، لافتاً إلى أن "بناءً على ذلك قررنا كأفراد من أساتذة الجامعة وبعض الطلاب إنشاء الصندوق لمساعدة الطلاب تعزيزاً منا لفكرة المواطنة والتكافل بين أعضاء الجامعة طلاباً وأساتذة"، مضيفاً انه "بعد انشاء هذا الصندوق المصغّر المكوّن من الطلاب والأساتذة فقط، اكتشفنا أن أعداد من هم بحاجة على صعيد لبنان يفوق قدرة الطلاب والأساتذة على التقديم، لذا قررنا فتح مجال التبرع للمواطنين والفعاليات والبلديات والمؤسسات الخاصة".

وبما يخص الشروط التي يجب أن تتواجد بالشخص الذي يطلب المساعدة، أشار العمر إلى "أننا اجتمعنا في الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية، وأصدرنا استمارة لتعبئتها من قبل مقدّم الطلب، إضافة الى التعاون مع مدراء وأساتذة الجامعة وممثلي الطلاب، لأنهم على احتكاك مباشر معهم ويمكن الاعتماد على آرائهم لتحديد تفاصيل كل حالة".

وعن اقبال المواطنين على المساعدة، لفت العمر إلى أن "بعض الكلّيات بدأت بتقديم المساعدات انطلاقاً من مبادرات فردية أو من الطلاب"، موضحاً أنه "في إحدى الكليات جمع صندوق 400 ألف ليرة من بينها 100 ألف جمعت فيها كل ألف على حدة، وإن دلّ ذلك على شيء فهو أن الطلاب رغم ظروفهم فإنّ شعور التآخي والتعاون موجود في داخلهم".

بعد البحث في الفوائد الكبيرة لهذا الصندوق، ربما على إدارة الجامعة في ​المستقبل​ القريب البحث في كيفيّة جعله دائما، والى جانب المساعدات للطلاّب ستكون مهلة التسجيل مفتوحة الى ما بعد العام الجاري، على ان يساهم هذا الأمر بدخول المزيد من الطلبة الى الجامعة اللبنانية.