لفت وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​ريشار قيومجيان​، خلال زيارته جمعية "اكسوفيل" الّتي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، في مقرّها في ديك المحدي، إلى أنّ "في هذا اليوم العالمي وفي الذكرى الـ71 لإعلان شرعة حقوق الإنسان، يشرّفني أن أزور هذه المؤسسة الّتي بالرغم من الظروف الصعبة الّتي تمرّ بها، كما سواها من الجمعيات والمؤسسات الّتي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، تؤكّد أنّ أبوابها ما تزال مفتوحة كما الـ103 مؤسّسات الّتي ستستمرّ بإذن الله".

وركّز على "أنّني هنا لأؤكّد وقوفي الشخصي وبما أُمثّل وكوزير انّني سأستمرّ بالوقوف إلى جانبكم، وسنبذل كلّ جهدنا لتستمرّ هذه المؤسسات، لأنّكم تقومون مقام ​الدولة​ في خدمة هؤلاء ​الأطفال​ و​الشباب​ ذوي الاحتياجات الخاصة". وذكر أنّ "بعد أسبوع من لقائنا في ​بكركي​، حيث التزمت أمام ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ وأمام كلّ ال​لبنان​يين، أنّ هذه المؤسسات ستحصل على مستحقّاتها، لقد أنهينا توقيع كلّ العقود والفواتير تُرسَل تباعًا إلى ​وزارة المالية​، ومشكور وزير المالية لأنّه مدّد مهلة إرسال الفواتير. أنا متأكّد أن تحصلوا على 3 فصول قبل آخر ​السنة​".

ووجّه قيومجيان، نداءً إلى كلّ اللبنانيين وأصحاب الأيادي البيض، "أنّنا اليوم في أزمة والدولة بمفردها لا يمكنها أن تقوم بالواجب كاملًا، وهي في الأصل تساهم بنسبة 30 إلى 40 بالمئة من المصاريف، وهي مساهمة ضئيلة نظرًا لغلاء المعيشة اليوم". وشدّد على أنّ "اللبنانيين يجب أن يعوا حجم ​الأزمة​ الاجتماعيّة الّتي نمرّ بها، وكنت سبق وطالبت بزيادة موازنة ​وزارة الشؤون الإجتماعية​ بـ35 مليار ليرة كي نستمرّ في دعم هذه المؤسسات، وندفع لها وفق سعر كلفة السنة الحالية وليس وفق الـ2011 أو 2012".

وأشار إلى أنّ "من إيجابيّات هذه ​الثورة​ أنّها أضاءت على الأزمة الاجتماعية الشديدة، وعلى أزمة ​الفقر​ والمؤسسات وأزمة الإنسان اللبناني الّذي يعاني من عَوز ومن فقر ومن حاجات اجتماعيّة شتّى، فهذه الثورة أيقظت وأدخلت المؤسّسات الإعلاميّة إلى كلّ بيت لتظهر حجم الفقر والعوز الّذي يعيشه اللبناني". ونوّه إلى "أنّني كنت قد دقيت ناقوس الخطر مرّات عدّة في ​مجلس الوزراء​ لزيادة تمويل برنامج دعم الأسر الأكثر فقرًا، ولزيادة تمويل المؤسسات التّي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وبالايتام والمسنين والشرائح الأخرى ولكن للأسف ولأسباب عدة، لم يكن يسمع صوتي".

كما أعرب عن أمله أن "تكون هذه الثورة، ثورة الإنسان في لبنان، قبل أن تكون ثورة لتغيير الواقع السياسي، ثورة لتغيير الواقع الاجتماعي كي يعيش الإنسان بكرامة وبحياة رغيدة تؤمن إمكانات العيش بكرامة". وأبدى أمله أيضًا أن "تصل هذه الثورة الى هذه النتائج قبل تغيير الوزراء، فهناك وزراء صادقون وغير فاسدين ولديهم رغبة بالعمل، ولكن ماكينة الإدارة المهترئة والعفنة والبيروقراطيّة الّتي تؤخّر المعاملات والعقود والإجراءات الإداريّة، هي بحاجة أيضًا إلى تغيير، وليس فقط الوزراء، وكذلك ذهنية الحكم وادارة الشأن العام في لبنان، وحجم الإدارة من خلال الاعداد الكبيرة التي تم توظيفها على أسس سياسية ومحسوبيات يجب ايضا تغييرها".

وأطلق قيومجيان "صرخة لكلّ الأيادي ​البيضاء​ لتدعم هذه المؤسسات لأنّنا لا نريدها أن تقفل"، متمنّيًا من ​الحكومة​ العتيدة "الّتي لن نقبل إلّا أن تكون من نتاج الثورة الّتي يقوم بها ​الشعب اللبناني​، ألّا تزيد فقط 35 مليار ليرة لموازنة وزارة الشؤون، بل أن تضاعفها كي تستمرّ هذه الوزارة في القيام بواحباتها تجاه هذه المؤسسات و​حالات​ الفقر والعوز". ودعا "المؤسسات الإنسانية كافّة الّتي تدعمها الوزارة، إلى التحلّي بالمزيد من الصلابة والإرادة والصمود".