استنكر عضو كتلة "الوسط المستقل" ​علي درويش​ ما يجري في ​طرابلس​ من عمليات تخريب وإساءة وشتائم، معتبرا أن هذه التصرفات لا تليق بالطرابلسيين، وتسبب الأذى لثورة المطالب المحقّة التي انطلقت في المدينة والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، مشددا على أن كتلة "الوسط المستقل" وضعت ثقتها برئيس حكومة ​تصريف الأعمال​ ​سعد الحريري​ ليكون رئيس الحكومة المقبلة، لأنه الأقدر على اجتياز المرحلة الصعبة التي يمرّ بها ​لبنان​، داعيا اللبنانيين لعدم فقدان الأمل لأن فقدانه يعني انهيار كل شيء.

واضاف درويش في حديث لـ"النشرة": "ثورة الناس في طرابلس هي ثورة محقّة وتعبّر عن مطالب بسيطة وأساسية لهم، ولم تنتهِ بعد، رغم أن ما شهدناه ب​الساعات​ الماضية يأتي خارج السياق، وهو مُدان، ونضعه بعهدة ​القوى الامنية​ التي عليها واجب حماية الناس وممتلكاتهم"، مشيرا الى أن التعويل اليوم هو على وعي الطرابلسيين لعدم الإنزلاق بفخ تشويه صورة المدينة و​الثورة​ فيها، خصوصا وأن الإساءات والشتائم والتخريب يؤثرون على صورة الثورة أولا.

وأكد درويش ان ​كتلة الوسط المستقل​ اعلنت ترشيحها للحريري كرئيس للحكومة المقبلة لاعتبارات عديدة لا علاقة بالطائفية، بها ف​الطائفة السنية​ تضم الكثير من ​الكفاءات​. واضاف: "سمّيناه لانه المناسب للمرحلة الراهنة، فهو بدأ عمله بملفّات تحتاج الى استكمال كـ"سيدر" مثلا، بالإضافة الى علاقاته الدوليّة والتي يمكن أن تنعكس إيجابا"، مشددا على أن الواقع الراهن لا يحتمل تجربة جديدة في ​رئاسة الحكومة​، رغم أننا بحاجة الى معجزة للخروج من ​الأزمة​.

ولفت درويش النظر الى أن كتلة "الوسط المستقل" التي سمّت الحريري لم تتشبث بنوع الحكومة، بل تركت الامور مفتوحة للمشاورات التي يجب أن تُجريها القوى السياسية بعد تكليف شخصيّة تشكّل الحكومة، وقال: "بالنسبة لنا اخترنا أمراً واحداً اساسياً هو الثقة، أي أن الأسماء التي ستوزّر يجب ان توحي بالثقة، وألاّ يكون هناك أيّ شبهات عليها، وبالتالي فإن هذه المواصفات قد تنطبق على وزراء تكنوقراط، او وزراء تكنوسياسيين"، مشددا على أن الاهم من الصفة هو المواصفات الجيدة.

ورأى أن الاجتماع في ​فرنسا​ اليوم والذي يختصّ بالشأن اللبناني، قد يتطرق الى مؤتمر "سيدر" وكيفية استكماله، كما يُتوقع أن يحمل اقتراحات جديدة لخروج لبنان من الوضع الحالي والمراوحة، مشددا على أن الأكيد هو أنه لا يمكن تنفيذ أو استكمال او الإستفادة من الاجتماع في ​باريس​ الّا من خلال الالتقاء الداخلي و​تشكيل الحكومة​، وتلقّف اللبنانيين ما يمكن أن يصدر عن الاجتماع.

وعبّر درويش عن قلقه من الواقع الحالي الذي وصل إليه ​الاقتصاد اللبناني​، داعيا اللبنانيين لعدم فقدان الأمل بإمكانية الخروج من الأزمة، لأنّه يعني النهاية. واضاف: "أنا كمحاضر جامعي ومستشار مصرفي لا يمكنني الا أن أقول بأن الوضع كارثي، ولكن لا بد من توافر الوعي الكامل لدى اللبنانيين لتمرير المرحلة الصعبة على المستويين السياسي والشعبي"، داعيا لعدم "الهلع" والتعرّض للمصارف والموظفين فيها لأنهم كبقية اللبنانيين لا يستطيعون التصرف من تلقاء أنفسهم.

وأشار درويش الى أن الاجراءات المصرفية القاسية وبغض النظر عن الألم التي تتسبب به، فإنها بجزء منها لحماية المودع المتوسط والصغير، اذ لا يمكن لأيّ مصرف في ​العالم​ أن يصمد بحال تقاطر جميع المودعين عليه لسحب أموالهم"، داعيا لتحمّل المعالجات الاستثنائية للوضع الاستثنائي الحالي.