اشارت صحيفة "التايمز" في مقال افتتاحي عن انشقاقات في ​الاتحاد الأوروبي​ ترى أنها ستتعمق بخروج ​بريطانيا​، الى انه "عندما كان الناخبون البريطانيون يقفون في طوابير أمام مكاتب الاقتراع، كان قادة الاتحاد الأوروبي يعقدون أول اجتماع لهم في ​بروكسل​ دون بريطانيا منذ 50 عاما. ولعل أصعب مشكلة عرضت في الاجتماع هي التصديق على ميزانية الاتحاد لفترة سبع سنوات. ومما زاد الأمر تعقيدا هو خروج واحدة من أكبر ​الدولة​ مساهمة في الميزانية".

وذكرت ان "بريطانيا تساهم بنحو 10 مليارات جنيه استرليني سنويا في ميزانية الاتحاد. وتسبب خسارة هذا المبلغ توترا بين الدول الكبيرة مثل ​ألمانيا​ التي تسعى إلى تحديد سقف مساهمة الأعضاء بنسبة 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي حتى تتفادى زيادة مساهمتها في الميزانية، ودول ​أوروبا الشرقية​ التي تريد زيادة كبيرة في الميزانية". ورأت أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثير مباشر في الميزانية. ومع فوز المحافظين بأغلبية واسعة وتمسك جونسون بتعهداته في الحملة الانتخابية بأنه لن يطلب تمديدا فإن التوتر سيزداد بين الطرفين العام المقبل في مفاوضات تحديد طبيعة العلاقة مع بريطانيا".

واوضحت أن المفاوضات بشأن علاقات تجارية جديدة لن تكون سهلة. فالمرحلة الثانية ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للاتحاد الأوروبي من المرحلة الأولى، التي تميزت بروح من الوحدة بين الأعضاء. ف​تفاصيل​ الاتفاقية التجارية ستدخل فيها المصالح الوطنية لكل دولة عضو في الاتحاد، من بينها حقوق ​الصيد​ البحري والتبادل التجاري في مجال الخدمات. وهذا هو الجانب الذي سيكون فيه التوصل إلى اتفاق بين أعضاء الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة. وكل انشقاق بين الدول الأعضاء لن يكون في مصلحة بريطانيا التي تسعى إلى تحقيق اتفاق في أقصر الآجال. ولكن من المهم أن يتوصل الطرفان بسرعة إلى حل بخصوص الشراكة ​الجديدة​.

واشارت "التايمز" إلى مؤشرات بأن خروج بريطانيا سيؤدي إلى عدم استقرار في الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن التوتر في العلاقات بين ألمانيا و​فرنسا​.