البلادُ ترقص رقصةَ الموت، وهُـمْ... هُـمُ الضميرُ المستَـتِر ما زالوا يختلفون حول صفقة شراء ​التوابيت​.

من ​دار الفتوى​ استُكشِفَتْ طوالعُ القمر، فأجمعتِ الكلمةُ السنيّة على ترشيح الرئيس ​سعد الحريري​، مثلما ترتبط الإستحقاقات المارونية بالدخان الأبيض يتصاعد من مدخنةِ ​بكركي​، أو مِنْ عمائم ​المجلس الشيعي الأعلى​ وأجاويد الموحّدين.

بلـدٌ، من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه إصطبغ بصباغ مذهبي مزيَّف، والشعب عَجْلٌ ذهبي، وباسم ذلك العجل الذهبي صَلَبتْ ​إسرائيل​ المسيح.

«الدين لله والوطن للجميع»، نشيدٌ رسالي، جعلناه شعوذةً كافرة، فأصبح الوطن للدِّين، والله للدِّين، وأصبحت الدولة في ذمَّـة الله والدين، ​الدولة المدنية​ والنظام الديمقراطي أصبحا رهينةً في قبضة الإحتكار المذهبي المحموم.

في 31 أيار 1936 صدر قرار عن المفوض السامي الفرنسي أعطى في مادّته الثانية كلاَّ من الطوائف نظامَ أحوالٍ شخصية مع كل التنظيمات القضائية المترتبة عليه.

منذ ذلك الحين، لا يزال الدين هو المفوّض السامي وأصبحت كلُّ المؤسسات العامة في الدولة أحوالاً شخصية، وأصبح الله أيضاً ملكاً خاصاً، وهناك من جعله إلهاً محارباً يحمل ​السلاح​ ويقاتل في المعارك كما يؤمن التكفيريون.

غاندي: حين دعاه بعض الكاثوليك الى التنصُّر راح يسأل: «هل السماء احتكارٌ خاص ب​المسيحية​ ؟ وهل تكفل المسيحية دون غيرها ملكوت الله..؟»

من العقيم حصرُ التفتيش عن الله في المعابد، وهو أكثر ما يكون على طريقِ الإنسانية المعذّبة وأكواخ الجياع والمحرومين.

ومن العَبث أن يلعب التقليديون بمشاعر الجيل الطالع وتطلّعاته، فهو يُتْـقِنُ ثقافةً أخرى وحضارةً مدنية أخرى، وكلّما بالَـغْنا بربط مصيره بالإنكماش المذهبي نكون كمَـنْ يقوده الى البرودة الدينية.

لكثرة ما بالغنا في سبْـرِ أغوار المذهبيات سقطنا من عالم المدنيات، وسقطنا من سنّ الرشد الى مستوى المراهقة السياسية حتىّ بات العالم علينا وصيّـاً.

وزير الخارجية ​السعودية​ في ختام قمة ​مجلس التعاون الخليجي​ يُعلِمُ المسؤولين ال​لبنان​يين، «أنّ استقرار لبنان مهمّ جداً للمملكة».

وعلى هامش مؤتمر ​مجموعة الدعم الدولية للبنان​ في ​باريس​ قال وزير الخارجية الفرنسي: «أردنا أن نأخذ زمام المبادرة لحـضِّ السلطات اللبنانية على إدراك خطورة الوضع وخطورة التأخير في تأليف الحكومة».

«كلُّن يعني كلُّن» هُـمُ الذين حجّموا عظمةَ لبنان وجعلوه صبيّاً قاصراً يحكمه أوصياء، فإنْ هـمُ رحلوا، فلبنانُ بنـكُ أدمغةٍ يصدِّرها الى العالمين، ولن يحتاج إلى إنتاج البيولوجي الأميركي «هرمان موللر» الذي أعلن عن إنشاء بنك لتخصيب النساء بذكورية الرجال.