لفت القيادي السابق في "​​التيار الوطني الحر​"​ ​​زياد عبس​ إلى "أننا نلمس نتائج ​الثورة​ من خلال القرارات القضائية الأخيرة ومن خلال عدم قدرة العاملين بالشأن العام بعد اليوم التساهل في ​الفساد​ و​السرقات​"، مشيراً إلى أن "أي سلطة قادمة لن تكون قادرة على التعاطي بالشأن العام بنفس الطريقة التي حكمت فترة ما قبل 17 تشرين الأول".

وفي حديث تلفزيوني، أشار عبس إلى أن "الثورة أنتجت شبان وشبات قادرون على استلام الحكم يوما ما"، لافتاً إلى أن "المطلوب أداء استثنائي للسلطة القادمة تخرجنا من لعبة ​المحاصصة​ التي حكمت تعاطي ​السلطة​ السياسية في السنوات الماضية"، مضيفاً "المطلوب من الجميع من دون استثناء ان يسمي رئيس ​حكومة​ يعطي للناس الثقة والمصداقية".

وأضاف "كنت أفضل ​ميشال عون​ في ​الرابية​ على ميشال عون في ​بعبدا​ وكنت على ثقة أننا كنا قادرين على فرض تغيير جذري في القرار ولكن فضلنا الطريق السهل المبني على المساومة"، مشيراً إلى "أنني خرجت من "التيار الوطني الحر" بعد ​الانتخابات البلدية​ في 2016 بسبب الخلاف على الخيار السياسي بين لائحة البيارتة و"​بيروت مدينتي​" وكان هناك دفاع مستميت عن هذا الخيار بحجة أن رئيس حكومة تصريف الاعمال ​سعد الحريري​ غير والده، لكننا عدنا بعد 3 سنوات للقول أن هذه التسوية لم تنجح".

وتابع "اليوم هناك حالة منظمة بين صفوف الثوار تتطور يوماً بعد يوم، وهذه الثورة ساهمت في انتاج جيل جديد من الشبان والشابات سيشكلون حالة قيادية في المستقبل"، مشيراً إلى أنه "لا يمكننا استعجال المسار الطبيعي في التغيير التي رسمته هذه الثورة، وتذكرني بأيام الـ90 حيث كانت المجموعات الشبابية تلتقي وتتحاور وتتفق أو تختلف.لن يكون هناك قبول بركوب لهذه الثور من قبل الاحزاب والسلطة وأجهزة المخابرات".

وحذر من "تكليف سريع الاثنين وتأليف يطول لفترة زمنية كبيرة لأننا لن نكون قادرين على إنقاذ الزورق من الانهيار"، مضيفاً "طبعاً الخارج سيحاول الاستفادة من الحالة الحالية للتصويب بحسب أهدافه وأهوائه، ولكن هذا الخارج سيكون بمواجهة أساسية مع الناس. كل يوم نساهم في اطالة الأزمة، نعطي الخارج فرصة اضافية للتدخل ولذلك يجب التكليف والتأليف سريعاً"، مشيراً إلى أنه "في 2019، ممنوع لهذه الثورة أن تعيد انتاج نفس السلطة السياسية كما حصل في 1990 وفي 2005".