تحتل الترنيمة الملائكيّة للرعاة في ليلة ميلاد الرب ​يسوع المسيح​ مكانةً كبيرة في الليتورجية الأرثوذكسيّة وتحديدًا في صلواتنا اليوميّة في صلاة تعرف بالمجدلة أو الذكصولوجيا بحسب الكلمة اليونانية "ذوكصا" التي تعني "المجد" وتبدأ بها ​الصلاة​.

كما تُرتَّل بتفخيم كبير في ختام السحر قبل البدء بالقدّاس الإلهيّ فتُعرَف بالمجدلة الكبرى تعبيرًا عن أنّ محور هذا القدّاس هو الرب يسوع المسيح نفسه، الإله الحي الذي ارتضى أن يتجسّد وصلب وقبر وأقامنا معه، وهو الذبيحة الأبديّة الوحيدة لخلاصنا، وهو القدسات أي جسد ودم الرّب المقدّسين اللذين سنتناولها لمغفرة الخطايا وحياة أبديّة.

إنّه نشيد جميل جدًا، فلنتعرّف إلى معانيه: مهما نحاول وصف مجد الله بكلماتنا البشريّة تبقى تعابيرنا عاجزة.

يقول القدّيس يوحنا الإنجيليّ عن الرّبّ يسوع المسيح «وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا». (يو١٤:١).

في مفهومنا البشريّ المحدود، نترجم كلمة "مجد" بعظمة يرافقها التعالي. إنّه فخامة وعزّ ورفعة وشرف ومكانة مرموقة، وإذ بنا نرى يسوع مصلوبًا ومعلّقًا على خشبة.

ما هذا التناقض؟ كيف لابن الله الوحيد أن يُجلد ويُبصَق عليه ويُلطم ويُصلب ويوضَع في قبر؟ ولكنّه في الحقيقة مجد إلهيّ لا يمكن إدراكه بالمنطق البشريّ. إنّه مجد المحبّة اللامتناهيّة والتواضع الأقصى.

نلاحظ أنّه عندما كشف الرب يسوع عن طبيعته الإلهيّة في التجلّي لم يستطع التلاميذ الثلاثة تحمّل ذلك فسقطوا أرضًا.

كذلك لمّا أتى الجند ليعتقلوه في بستان الزيتون وقال لهم أنا هو رجعوا إلى الخلف وسقطوا أرضًا.

كيف لا وهو الذي أخرج الشياطين وأسكت الرياح وشفى مرضى وأقام موتى؟.

إنّه مجد لا يقارن بأي مجد آخر. وكل من يدخل في علاقة مع الرب يتذوّق مِن هذا المجد، وقد شهد بطرس في رسالته قائلا: "لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ"(٢بط ١: ١٦).