أشار الوزير السابق ​مروان شربل​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن حالة الغموض التي تسيطر على المشهد السياسي اللبناني حالياً، تعود إلى أنها المرة الأولى التي تؤدي المظاهرات الشعبية إلى إسقاط حكومة في الشارع منذ سنوات طويلة، معتبراً أن السلطة محرجة بين أن تختار حكومة ترضي الشعب أو حكومة ترضي السياسيين.

ولفت شربل إلى أنه في السابق كان الإتفاق يتم بشكل أسهل على نوعية الحكومة، حيث كانت الصيغة المعتمدة هي حكومات الوفاق الوطني، لكن هذا الواقع لم يعد قائماً بعد الذي حصل منذ السابع عشر من تشرين الأول حتى اليوم، معتبراً أنه بسبب ذلك أخذ رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وقته قبل الدعوة إلى الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف.

ورداً على سؤال، رأى شربل أنه منذ إتفاق الطائف حتى اليوم لم يجد اللبنانيون صعوبة بالإتفاق على نوعية الحكومة كما هو حاصل اليوم، متوقعاً أن ينسحب ذلك أيضاً على توزيع الحقائب وإختيار الوزراء في المرحلة التي ستلي التكليف، مؤكداً أن مهمة التأليف لن تكون سهلة في ظل التدخل الخارجي أيضاً من جانب ​الولايات المتحدة الأميركية​ بشكل خاص.

ولفت شربل إلى أن هناك مرحلة من شد الحبال بين الولايات المتحدة، التي تريد أن يخرج "​حزب الله​" من الحكومة، وبين الحزب الذي يرفض هذا الأمر بشكل مطلق، مشدداً على أن هذه إشكالية من الإشكاليات الكبرى التي تواجه مرحلة التأليف.

ورداً على سؤال حول الحديث عن أن الولايات المتحدة لا تريد تشكيل أي حكومة في الوقت الراهن، أعرب وزير الداخلية والبلديات السابق عن إعتقاده بأن واشنطن لا تريد الإنهيار أو سقوط الدولة اللبنانية، لكنه لفت إلى أن ذلك لا يلغي مرحلة الأخذ والرد القائمة.

وأشار شربل إلى أنه لن تولد أي حكومة بحال عدم التوافق بين الأفرقاء السياسيين، والأمر نفسه في حال لم تكن الصيغة ترضي المتظاهرين في الشارع، متمنياً الوصول إلى مرحلة من التوافق بين السلطة السياسية والمواطنين.

من جهة ثانية، تطرق شربل إلى المخاوف التي لدى البعض من دخول العامل الأمني على خط الأزمة السياسية، مؤكداً أنه كلما طالت الأزمة ستشهد المزيد من التدخلات والألعاب الأمنية وغير الأمنية، لكنه شدد على أن لا عودة لمرحلة العام 1975، لا سيما أن المتظاهرين لا يريدون ذلك ويصرون على الطابع السلمي للتحركات.

على الرغم من ذلك، لم ينكر شربل إمكانية حصول أحداث أمنية متفرقة، لا سيما لناحية إمكانية أن يؤدي الوضع الإقتصادي إلى مثل هكذا أحداث، إلا أنه أعرب عن ثقته بأن ​الأجهزة الأمنية​ قادرة على ضبط الوضع.

ورداً على سؤال، رأى شربل أن الحل من وجهة نظره هو بتشكيل حكومة إنقاذ من 10 إلى 12 وزيراً لمدة 6 أشهر تتولى معالجة الوضع الراهن، مشيراً إلى أن الحل من الممكن أن يكون عبر الذهاب إلى إنتخابات نيابية مبكرة، لكنه سأل: "هل النواب الحاليين يوافقون على الذهاب إلى هذا الخيار"؟!.

من ناحية أخرى، تطرق شربل إلى الأحداث الأمنية التي شهدها ​وسط بيروت​ ليل السبت الأحد الماضي، لافتاً إلى أن ما حصل كان مفاجئاً له لأنه على مدى 60 يوماً كان المتظاهرون يتراجعون عند حصول أي مواجهة، لكن في تلك الليلة كان الإحتكاك جدّي وأدى إلى سقوط جرحى من الجانبين.

وفي حين فضل شربل عدم الدخول في تفاصيل ما حصل، أكد أن هناك تحقيقاً جدياً حول ما حصل، متمنياً ألاّ يتكرر هذا المشهد في الأيام المقبلة.