انّها العذراء الجميلة والصبية الحلوة في بيتها وهي تصلي ليرسل الرب مسيحه ليخلص شعبه و​العالم​ وبني ​اسرائيل​.

فجأة ظهر عليها ملاك الرب حاملاً عصى السفر الطويل طوى جناحيه وانحنى لها بكل احترام والقى عليها تحية ​السلام​ قائلا: السلام عليك يا مريم.

ارتعبت الصبية وخافت من اين أتى ودخل هذا الكائن الغريب وتوجّست شرا، فبادرها قائلا لها يناديها باسمها: لا تخافي يا مريم يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة انت بين النساء.

ناداها باسمها يا للغرابة: اسمها مريم من أين يعرف وهي لم تره قبل هذا اللقاء المريب اسمها مريم يا للجمال. يا لجمال اسمها الذي سيتردد على كل شفة في العالم: مريم.واكمل الملاك ليهدّئ روعها ويطمأنها ويزيل عنها الريبة والخوف: انا جبرائيل الواقف أمام الله. يا للحيرة انه الملاك في حضرة الله. أهذا الكلام حق؟! وما هي الرسالة التي يحملها؟! تكلم ايها الملاك ولا تحرق قلب مريم بالانتظار والخوف والريبة والرعدة! هل حقا هذا الغريب هو الملاك جبرائيل الواقف في حضور الله،اسرع أيها الملاك أكسر قلق الانتظار وقل لمريم ماذا تريد.

وبسط الملاك جناحيه ورفع عصى السفر وقال ما قاله اشعيا قبل 600 سنة الآتية غير المعقولة، والمستحيل الذي من غير الممكن أن يتحقق: ها ان العذراء تلد ابنا، البتول تلد ابنا!...

سيصير واقعا في تجسّد ابن الله من ​مريم العذراء​ بنت الناصرة. هذا هو الحدث الكبير والرمز الحقيقي وقال الملاك.

انها البشارة الكبرى والفرح الكبير بعد ان صلينا مع صاحب المزامير لتنتج السماوات ولتمطر الصديق الذي تدعوه البشرية من عمق أعماق الكون. لكن العذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف. واكمل الملاك: لا تخافي يا مريم فانك نلت نعمة عند الله. وها انت تحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع، فقالت مريم كيف يكون هذا وانا لا اعرف رجلا، كيف يُصدّق هذا الكلام وانا ما زلت عذراء كلامك غير معقول وغير ممكن وهو مستحيل.

فقال الملاك انه ليس امر غير ممكن ولا مستحيل لدى الله. لذلك الروح ​القدس​ يحل عليك وقوة العلي تظلّلك ولذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله، وبالرغم من ان هذا الكلام غير معقول اضاف الملاك: ها ان اليصابات نسيبتك قد حبلت هي ايضا بابن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقرا اذهبي الى زيارتها وباركي لها، فقالت مريم للملاك الذي ينتظر جوابها وللبشرية التي تصرخ لها: اجيبي يا مريم قولي نعم. الكون ينتظر هذه النعم والبشرية تنتظر قولي نعم.

فقالت مريم ها انا امة الرب فليكن لي بحسب قولك.فانصرف من عندها الملاك.

وانتم يا احبائي قولو نعم الله أمام اللامعقول الذي ينتصب امامكم. قولوا نعم في المرض والحزن و​الفقر​ والجوع، وسيحول الله هذه النعم الى بشارة خلاص وبركة لكم وللعالم.

كما ساهمت امرأة بعمل الموت تساهم ايضا امرأة ب​الحياة​.ودعاها الاباء كلية القداسة وبريئة من كل دنس الخطيئة، وقد غدت سبب خلاص لذاتها وللجنس البشري باجمعه. والعقدة التي سببها عصيان حوّاء حلّت بطاعة مريم، لذلك هي أمّ الاحياء وعلى يد حوّاء كان الموت وبمريم كانت الحياة.