أكدت المرشحة لمنصب سفيرة ​أميركا​ في ​لبنان​ ​دوروثي شيا​ خلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية ب​مجلس الشيوخ الاميركي​ أنه "شرف لي أن أكون أمامكم اليوم كمرشحة من قبل الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لمنصب سفيرة أميركا في لبنان وأنا ممتنة لترامب ووزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ على عرضي لهذا المنصب وتم ذلك، فأتطلع للعمل لتعزيز المصالح الأميركية في لبنان والمنطقة وأنه لشرف عظيم لي أن أغطي قضايا ​الشرق الأوسط​".

وشددت على أنه "من صلب اهتماماتنا العمل من أجل ضمان لبنان كدولة مستقرة ومزدهرة يمكننا أن نتشارك معها بفعالية من أجل تعزيز المصالح الحيوية للأمن القومي في البلد والمنطقة وإن العمل مع ​المجتمع الدولي​ و​الشعب اللبناني​ للتصدي لاستقراره المتعثر الآن هو في صميم المصالح الأميركية في الشرق الأوسط ويظل حاسم الأهمية لضمان نجاحنا في جهودنا لهزيمة تنظيم "داعش" الارهابي وتعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة تأثير ​إيران​ المزعزع للاستقرار في المنطقة".

ولفتت إلى أن "تخلّص لبنان من الاحتلال السوري في العام 2005، خلق فرصة استراتيجية لزيادة تأثير ​الولايات المتحدة​ وتخفيف تأثير "​حزب الله​" وإيران و​سوريا​، حيث كنا نعمل على دعم الأصوات السياسية البناءة التي تستجيب لاحتياجات الشعب اللبناني وبناء قدرات مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك ​الجيش اللبناني​"، مشيرةً إلى أن "نتائج الازمة السورية على لبنان بما في ذلك نزوح اكثر من مليون ونصف نازحاً سورياً إلى لبنان والتوغلات الفتاكة من قبل "داعش"، دفعتنا إلى مقاربة جديدة، في ظل الاحتجاجات غير المسبوقة التي وفرت فرصة جديدةى للاصلاح".

وأشارت إلى أنه "في 17 تشرين الأول، بدأت الاحتجاجات في لبنان، في بلد معروف بطابعه متعدد الأديان، كانت هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في طبيعتها الوطنية الحقيقية بمشاركة المواطنين اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد، عبر الطوائف وعبر المستويات الاجتماعية والاقتصادية حيث يطالب المتظاهرون بإنهاء الفساد المستشري وسوء الإدارة الاقتصادية الموجودة منذ عقود"، مؤكدةً أن "أميركا تؤيد حق الشعب اللبناني بالاحتجاج بسلام وتدعو إلى حمايتهم المستمرة".

وأضافت شيا " هذه الاحتجاجات مستمرة في جميع أنحاء البلاد اليوم ورسالة المتظاهرين واضحة جداً وهي أن الشعب اللبناني اكتفى من قادته الذين يعيشون برخاء في حين أن بقية البلاد تكافح تحت وطأة الديون الساحقة وفي غياب معظم الخدمات الأساسية، بما في ذلك أزمة النفايات والكهرباء والتلوث، إنهم يطالبون بإصلاحات بعيدة المدى ولقد دعوا إلى حكومة جديدة ملتزمة بتلبية هذه المطالب، مما أدى إلى استقالة الحكومة في 29 تشرين الاول ولكن للأسف، فشلت القيادة السياسية في لبنان في التصرف بسرعة للرد على دعوات الاصلاح".

واعتبرت أن "أي حكومة جديدة شتفشل في حال لم تتبنّ وتستجيب لحاجة الشعب اللبناني بالاصلاح الحقيقي والدائم وفي حال تبنى القادة الاصلاحات، فنحن على استعداد للعمل مع الحكومة والشعب لإعادة بناء اقتصاد لبنان المدمر وإن تشكيل الحكومة الجديدة أمر يهم الشعب اللبناني لا الولايات المتحدة هي من تقرر ذلك"، مؤكدةً "اننا سنعمل مع أي شخص مكرس للإصلاح وتضع مصالح الشعب اللبناني أولاً".

وتابعت "الصعوبات الاقتصادية في لبنان عميقة ولن يكون من السهل القيام بالإصلاحات الهيكلية اللازمة لزيادة الاستثمارات العامة وتخفيض ​الدين العام​ وتنويع اقتصادها وسيتعين تجديد العديد من قطاعات الاقتصاد بالكامل، لأنها تولد ديونًا ضخمة وتفشل في تحصيل إيرادات كافية وتفشل أيضا في تقديم خدمات طبية"، مشيرةً إلى أن "الحكومة الجديدة تحتاج أيضاً إلى إقرار تدابير تحسن الشفافية بشكل ملحوظ وتزيل جذور الفساد حتى تتمكن من استعادة ثقة المواطنين اللبنانيين والمجتمع الدولي وإذا تم ذلك، فأنا أتطلع إلى العمل مع مثل هذه الحكومة لتعزيز الحكم الرشيد والشفافية والإصلاح الاقتصادي".

وأكدت شيا أن "الولايات المتحدة تتطلع لتأمين الرخاء المشترك والأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين وشراكة دائمة مع الشعب اللبناني"، مشيرةً إلى أن "ال​سياسة​ ​الخارجية الأميركية​ تكون فعالة أكثر عندما يكون هناك تواصلا وتعاونا وثيقا بين السلطتين التنفيذية والتشريعية للحكومة وإذا تم التأكيد، فأنا أتعهد بمواصلة تعاوننا الوثيق في قضايا السياسة الخارجية الحساسة هذه".