التقى البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثودكس ​​يوحنا العاشر​ يازجي، يرافقه الميتروبوليت سلوان موسي والأسقف كوستا كيال. وقد شكّل هذا اللقاء فرصة لمتابعة التشاور القائم والمستمر ولتبادل الآراء حول آخر التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها ​لبنان​.

وأعرب المجتمعون في بيان مشترك عن قلقهم من "التصاعد الخطير للأزمات في لبنان وما بات يهدّد به من تداعياتٍ على حياة مواطنيه والوحدة والأمن والاستقرار فيه"، مؤكدين "وقوف الكنيسة مع المطالب المحقة للشعب اللبناني في انتفاضته على اهتراء الواقع الاقتصادي وأسبابِه من هدرٍ وفسادٍ وتسخير للإدارات والمؤسّسات العامّة لخدمة المصالح السياسيّة".

ودعا المجتمعون المسؤولين كافةً إلى "التحرّك لتدارك الأخطار والاسراع في تلبية مطالب الشعب المحقّة وتأمين نزاهة الحكم وعدالته وشفافيّته وتشكيل ​الحكومة​ وصولاً لعودة الاستقرار إلى لبنان والحياة الكريمة لأبنائه"، معربين عن ألمهم لـ"مشاهد الفوضى و​العنف​ وبعضُ أشكالِ القمع التي برزت بين حينٍ وآخر، أكانت بهدف الحدِّ من حريّة ​الحراك الشعبي​ أم لأسبابٍ وغاياتٍ سياسيّة أخرى".

واستنكروا "ما تم تناقله في الأيام الأخيرة من إساءة إلى معتقدات ورموز دينية"، منبهين إلى "خطورة هذه التصرفات".

وإذ ثمَّنَ المُجتمعون "تعبَ العناصر الأمنية وجهودَها في مواكبتها للحراك، طلبوا إليها بذل كلّ جهدٍ إضافيّ لتلافي معاملة ​المتظاهرين​ السلميّين بقسوة وحفظِ أمنهم وحماية حريّة تعبيرهم، وكذلك صون الممتلكات العامّة والخاصّة وسلِم البلد الأهليّ في آن"، وأهابوا بـ"المنتفضين الإبقاء على الطابع السلمي لتحركاتهم والتمسك به كي لا تنحرف تحركاتهم عن غايتها وكي لا يتسلل إليها المتربصون شرًا بهذا البلد وبمصير أبنائه".

ودعا المجتمعون القيادات السياسيّة والروحية والمُجتَمَعية المَدنية وكافة شرائح الشعب إلى "المساعدة على ما يحفظَ هذا السِلم ويمتّن الوحدة ويبتعد بالوطن عن كلّ شرذمةٍ وانقسام ويستقرّ به وطنًا آمنًا، مزدهرًا، للأجيال".

ومع اقتراب عيد الميلاد، دعا المجتمعون المسؤولين في لبنان إلى أن "يتذكروا أن هدف العمل السياسي هو توفير العيش الكريم للمواطنين وأن ينعم الناس ب​السلام​ والاستقرار والطمأنينة والفرح، وبألا يرزحوا تحت ضغوط ​الفقر​ وانسداد الآفاق والقلق على المصير". كما ناشدوهم"في ظل هذه الظروف الصعبة أن يتخلوا عن أنانيّاتهم وخلافاتهم الفئوية وأن يتجردوا من مصالحهم الضيقة ويلجأوا إلى الانفتاح على بعضهم البعض وإلى الحوار البناء المجرد من المصالح كوسيلة لاستنباط الحلول للنهوض بهذا الوطن وتنمية قدراته وقدرات شعبه الكثيرة".

وأعرب المجتمعون عن أسفهم "لتعثّر إتمام الخطوة الدستورية القاضية بتكليف رئيس للحكومة الجديدة"، داعيت القيادات السياسية الى "اعلاء شأن الوطن على المصالحِ والرغبات الخاصّة وتقديم ما يلزم من تنازلاتٍ خدمةً للبنان وشعبه واتمامًا لعملية التكليف والتأليف بالسرعة المطلوبة ووفقَ ما يُجسّد آمال الشعب وتطلّعاته".