فور بدء التداول باسم الوزير السابق حسّان دياب ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بقصص واخبار عنه:

منها المبالغ به ومنها الصحيح ومنها المفبرك... لكن ما يجري وجرى يؤشر الى حالة القلق والقرف والارتباك التي يعيشها الناس تجاه أي شخصية قد تتولى أو ستتولى شأناً عاماً فما اختبره الناس على مدى سنوات من فساد وشبق مالي من قبل من يديرون زوراً أمورهم جعلهم يخشون على مستقبلهم أو ما تبقى منه من هؤلاء...

إنه نائب رئيس ​الجامعة الاميركية​ في ​بيروت​ وله سجل اكاديمي وسياسي ناصع، لكن الطريقة نفسها التي جعلت الناس تثور هي ذاتها أتت به ورشحته.

تسويات سياسية واتصالات تحت الطاولة حملت اسم حسّان دياب ليكلّف تشكيل ​الحكومة​ والتي من المؤكد انه سيطول انتظار ولادتها..

يا شعب ​لبنان​ الثائر

مظلومو البلد، فقراء الشوارع، طلاب ​الجامعات​ المنتظرون أول فيزا للهجرة، العاطلون عن العمل والمفصولون عنه مؤخرا اسقط عليهم أيضاً اسم د. حسّان دياب.

بعد شهر ونصف من ​مناورات​ و"خزعبلات" ورمي أفخاخ في الطريق، خرج ​سعد الحريري​ من السباق وتخلى عنه الحلفاء قبل الخصوم:

لكن انتظار الثوار لم يكن على قدر آمالهم... هي التركيبة نفسها التي اعادت فرض ناسها ومجموعاتها ومعادلاتها.

ماذا تغير؟

لماذا لم يسمع من يديرون البلد صراخ الناس وغضبهم ولماذا لم يجيبوا عن اسئلتهم ولماذا تجاهلوا ألوفهم في الساحات.

ماذا تغير؟

لماذا لم يسمع من يديرون البلد ان الاسماء المتداولة لا تعني الوطن ولا الثوار ولا الجيل الجديد؟ لا سعد الحريري ولا غيره من الذين وسموا يوما ورقة بتسجيل تواقيعهم... لا احد من هؤلاء يشفي غليل الثوار في الشارع والحالمين في منازلهم.

ليست المشكلة كما قلنا في شخص حسّان دياب انما في الطريقة التي تدار بها الأمور.. كل فريق يبحث عن حصة فيما لا احد يعطي المواطن حصة.

الناس في وادٍ ومن يديرون البلد في وادٍ آخر.

***

قد يطول الوقت ل​تشكيل الحكومة​، ولكن هل تتحمل الاوضاع النقدية و​المال​ية والاقتصادية والاجتماعية انتظارات أكثر قد تمتد لأشهر؟

في الأشهر المقبلة سيسألكم المواطن والثائر ماذا فعلتم بنا؟

أين الاختصاصيون ليديروا لنا مستقبلنا المظلم؟

أين الناس في الحكومة الذين يحاكون الجيل الجديد واحلامه وأوجاعه واسئلته؟

بماذا ستجيبون ​المجتمع الدولي​ على رسائله التي دعتكم الى الدراية في اختيار الحكومة والى انتقاء علمي لوزراء والى تنفيذ خارطة طريق تنتشل البلاد من المأزق ومن الجوع ومن ​الفقر​ ومن انعدام السيولة؟..

***

ألم تتنامَ الى اذهان من يديرون البلد ​الأخبار​ الواردة من الخارج عن صعوبات تواجه مصارف لبنانية في سداد استحقاقات عليها؟

ألم تتنامَ الى اذهان المسؤولين الأخبار عن شحّ السيولة ب​الدولار​ الى درجة الانعدام من السوق، وحتى ب​الليرة اللبنانية​؟

ألم تتنامَ الى اذهان واسماع المستخفين بعقول الناس الأخبار عن الصعوبات التي يعاني منها التجار وأصحاب ​الفنادق​ و​المطاعم​ ومستوردو المواد الغذائية والادوية والصناعيون والآتي أعظم على صعيد ​البطالة​ وحسم الرواتب ووقف التقديمات؟

ألم ينتبه المسؤولون الى حجم التراجعات في الرسوم والعائدات في ​مرفأ بيروت​ و​المطار​ والى تدني الواردات بنسب كوارثية تنبئ بالخوف مستقبلاً من التوقف عن دفع رواتب العاملين ب​القطاع العام​؟

ألم ينتبه المسؤولون الى التقارير الأمنية الواردة إلا إذا كانوا لا يقرأون أو حتى لا يفهمون ماذا يقرأون، والتي تثبت تزايد ​حالات​ ​السرقات​ والتشليح والقتل وصولاً الى ​الانتحار​؟

***

هل بتركيبات فوقية لحكومة تبدو صورتها تلوح من لون واحد أو حكومة مواجهة؟

هل بإستغبائهم واسكاتهم وهم الخائفون من تكرار سيناريو ​فنزويلا​ أو ​اليونان​ أو قبرص أو غيرها؟ في بلدهم؟

***

لا يهم شعب ​الثورة​ معرفة سيناريو إخراج سعد الحريري من المعادلة ودور واشنطن أو ​الرياض​ أو غيرهما في ذلك؟ وكان الرئيس الحريري راضياً مستمتعاً مع جميع الوزراء وعلى مدى ثلاث سنوات من الاستهتار والاستئثار والهدر و​الفساد​ مما أدى الى ثورة الشعب بـ 17 تشرين الاول.

لا يهم معرفة سيناريو العزل أو العقوبات بحقه؟ ما يهمهم هو يومياتهم: ان لا يذهبوا الى مصرف يذلهم وان لا يقفوا مذهولين أمام ​ارتفاع الاسعار​ الجنونية في المحلات، وان لا يقفوا منتظرين أمام ​المستشفيات​ وان لا يعودوا الى دوامات الرشوة والفساد

عند توقيعهم أي معاملة وان لا يحترقوا ويذوبوا في عجقات السير.. والأمثلة كثيرة كثيرة في انتظارات الناس.

اليوم... لن تخمد الثورة ولن ينسحب الثوار.. واجباتهم تجاه من وثقوا بهم ان يستمروا وان يندفعوا أكثر لوقف مسيرة الاستهزاء بمطالبهم.. الثوار ينتظرون خطة انقاذية... وعلى الرئيس المكلف ان يستلهم روح الثورة والثوار قبل الاقدام على اختيار وزراء حكومته بالتشاور مع ​رئيس الجمهورية​..

وإلاّ ثورة الشعب المطالب بأدنى حقه وحقوقه ووقف الهدر والفساد المستشري وإستعادة المال المنهوب مستمرة، وإلاّ على الدنيا ​السلام​.