رأى عضو كتلة "لبنان القوي" النائب ​ادغار طرابلسي​، أن اتهام رئيس الحكومة المكلف ​حسان دياب​ بالتبعية الحزبية ينطوي على غايات غير بريئة، مشيرا الى أن المسؤولية الوطنية حدت بالنواب في معركة المفاضلة بين السفير ​نواف سلام​ ودياب الى تسمية الأخير لترؤس الحكومة، وذلك تبعا لانسحاب رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ الذي كان منذ اللحظة الاولى لاستقالته مرشح غالبية الكتل النيابية، نافيا وبشكل قاطع أن يكون اسم حسان دياب قد استنبط في ليل كما يحلو لبعض المتضررين تسويقه إعلاميا، إنما كان نتيجة جولة طويلة من المشاورات المضنية بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، وأي كلام آخر مرفوض ومردود لأصحابه.

وعليه، أكد طرابلسي ردا على سؤال، أن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ لم يسقط من قناعاته معادلة "الأقوى في طائفته"، لكن انسحاب الأقوى في ​الطائفة السنية​، واعتذاره طوعا عن قبول التكليف دون أن يزكي من يرى فيه خير خلف لخير سلف، وضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه البلد، فهل كان المطلوب من رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات وإبقاء البلاد في فم التنين؟ أم كان المطلوب منه اتخاذ قرار تاريخي يخرج ​الاستشارات النيابية​ من عنق الزجاجة ويدفع بعدها باتجاه تشكيل حكومة إنقاذ حقيقية؟ مؤكدا أن الأولوية كانت للحريري دون منازع، لكن انسحابه المفاجئ سمح للتكليف بأن يحط رحاله في دارة آل دياب.

وعن قراءته لتكليف دياب من خارج العباءة السنية وسقوط الميثاقية عنه، أعرب طرابلسي عن شديد أسفه لتوظيف البعض الميثاقية في غير مكانها الصحيح، موضحا أن الحريري شارك على رأس "​كتلة المستقبل​" في الاستشارات النيابية الملزمة التي تُعتبر من وجهة نظر علمية غير قابلة للشك بمنزلة الاقتراع أو الانتخاب، فالحريري امتنع عن تسمية أحد أي انه اقترع وكتلته النيابية بورقة بيضاء، وهو اقتراع مشروع ودستوري لا غبار عليه، الأمر الذي أمن الميثاقية في تسمية دياب وبالتالي في تكليفه، بدليل ان الحريري استقبل بروتوكوليا دياب في دارته، وتصرف بنبل وكرجل دولة بامتياز حيال دستورية وميثاقية تكليف دياب، فلو كان الأقوى في طائفته امتنع عن المشاركة في الاستشارات، لكان التكليف اليوم في موقع آخر ولكان لدينا كلام آخر مختلف تماما.