أكد عضو كتلة "تكتل ​الجمهورية القوية​" ​وهبي قاطيشه​، أن ​القوات اللبنانية​ لا يمكن أن تُعرقل مساعي رئيس الحكومة المكلّف حسّان دياب، وهي أبلغته بذلك عندما التقته في ​المجلس النيابي​، مشيرا الى أنها شدّدت عليه ضرورة التوجه نحو حكومة إختصاصيين، معتبرا أن الحكومة المقبلة سترسم معالم مستقبل لبنان القريب، مشددا على أنّ تصرف "القوات" مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أنقذه من نوايا سيّئة كانت تُعدّ له.

وأضاف قاطيشه في حديث لـ"النشرة": "أبلغنا دياب أننا لن نشارك بالحكومة لا من قريب ولا من بعيد، ونحن نرى أن مجرّد توزير شخصيّة واحدة سياسية أو "وديعة" سيّاسية فهذا سيؤدّي الى فشل الحكومة، وبالتالي فإنّ موقفنا المبدئي هذا ترجمناه خلال اللقاء"، مشيرا الى أن شكل الحكومة وتوجّهها سيحدّدان موقف "القوات اللبنانية" خلال جلسات الثقة، مشددا على أن حزبه لا يملك موقفاً مسبقاً في هذا الإطار.

وأشار الى أن ما سمعناه حتى اليوم لا يوحي بالخير الحكومي، فمرّة نسمع بأن ​حزب الله​ يريدها حماية لإنجازاته الخارجيّة، ومرّة نسمع رئيس تكتل "​لبنان القوي​" ​جبران باسيل​ يقول بأنهم مستعدون للتعاون مع رئيس الحكومة المكلف مباشرة او بشكل غير مباشر، مؤكدا أن هذه المعطيات تُشير الى أنهم يتجهون نحو "حرق" الطبخة، وسننتظر توجه دياب قبل الحكم.

بالنسبة الى العلاقة بين "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل"، لفت قاطيشه الى أن السنوات الثلاث الماضية شهدت الكثير من الأخذ والردّ في هذه العلاقة، ولكن هذا لا يلغي التحالف الثابت بين الطرفين حول الأمور السيادية. واضاف: "نتفق على "لبنان أولا" ونختلف على القطعة بالقضايا الداخليّة، ونحن لم نكلف الحريري اليوم ​تشكيل الحكومة​ لسبيين، الأول هو استجابة للرأي العام بالشارع، والذي نحن نشكل قسماً أساسياً فيه، والسبب الثاني هو بسبب شعورنا بأن الثلاثي، رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ و​حركة أمل​ وحزب الله يحضّرون لأمر ما لن يخدم الحريري لاحقا، كأن يكلّفوه ولا يسهّلون له عمليّة التشكيل، الأمر الذي ظهر بوضوح اليوم مع تكليف ​حسان دياب​ والتخلّي عن شروط كثيرة كانت موضوعة على الحريري.

وقال قاطيشه: "شعرنا بوجود نوايا للإيقاع بالحريري ولذلك لم نكلفه، وأظن ان قرارنا شكّل حماية للحريري من الهجومات اللاحقة، ونحن أبلغناه هذا الأمر ولكنني لا اعلم إن كان تبلّغ بكل أسبابنا".

وشدّد قاطيشه على أن رئيس الحكومة المستقيل اعتذر عن تولي رئاسة الحكومة بسبب الشروط المفروضة عليه، وبالتالي من أوقعنا في فراغ رئاسي لعامين ونصف العام لأجل شعار التمثيل الطائفي هو نفسه من اشترط على الحريري شروطا قاسية فأخرجه، ولذلك نطرح السؤال: "لماذا نطبق على أنفسنا ما لا نطبّقه على غيرنا"؟ واضاف: "هناك فئة في لبنان تشعر أنها استهدفت ولكن كل هذا لا يبرر التصرفات الطائفية".

واذ شدّد قاطيشه على أن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ​ديفيد هيل​ الى لبنان لا علاقة لها بتسمية دياب لأنها مبرمجة سابقا، أشار الى أن "المستقبل" مرهون بشكل الحكومة، فإن لم تكن على قدر التوقّعات فنحن نتوجه الى أيام أصعب وأوضاع اسوأ.