أخطأ آدم الأول ضد الارادة الالهيّة لكن آدم الثاني ​يسوع المسيح​ أسلم ذاته طاعة للمشيئة الالهية قائلا: لتكن مشيئتك ولأنك لم ترضَ بالذبائح والمحرقاتفالبستني جسدا وقلت ها انا آت لأضع مشيئتك يا الله

الميلاد​ قصة محبة الله للإنسان

أخطأ الإنسان الأول ضد ​المحبة​ الالهيّة وطرد من الفردوس ​عاريا​ معدما يأكل خبزه بعرق جبينه وينتهي بالموت و​القضاء​. وارسل الله له رسلا وأنبياء ليعيده الى ملكوت محبته ورحمته لكنه مضى في خطيئته ومعصيته ولم يسمع لصوت الله يناديه ويسأله: آدم آدم اين انت.

وبقي النداء الالهي يتردّد عبر التاريخ داعيا ادم ونسله للعودة الى فردوس المحبة الالهية والتوبة عن خطيئة المعصية والغرق في دنس الشرور، والقبائح في شهوة الجسد وشهوة ​السلطة​ والمجد وشهوة ​المال​.

سرّ الكلمة المتجسّد تلقي الحقيقة على سر ​الانسان​. تيولوجيا التجسّد تلقي بالنور على انتربولوجيا الانسان الكائن في الزمان والمكان، والثقافة وطقوس ​الحياة​ والموت والقيامة. "المسيح هو الانسان الكامل في ذرية ادم المثال الالهي الذي شوهته الخطيئة..."(دستور رعوي 22).

يسوع بتجسده اتحد نوعا ما بكل انسان فأخذ مالنا واعطانا ماله. اخذ موتنا واعطانا حياته.

"اشتغل بيدي انسان وفكر كما يفكر الانسان. وعمل بارادة انسان واحب بقلب انسان. لقد ولد من ​العذراء​ مريم وصار حقا واحدا منا. شبيها بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة"(دستور رعوي 22) فأسس مجتمع الاخوة بين البشر، وصالحنا مع الله الاب، هواذا الوسيط الحق بين الله والبشر. تجسد حقا ليجعلنا شركاء في طبيعته الالهيّة، اتى يبشر المساكين ويشفي القلوب، وبشر الاسرى بالخلاص والعميان بالبصر، والمرضى بالشفاء والحزانى بالعزاء،واعطى ​السلام​ للبشرية. وبين البشرية والله، وجد كل شيء بتجسده وآلامه وصلبه وموته وقيامته. لذلك فالميلاد مرتبط لاهوتياً بالقيامة بفعل تيولوجي واحد يشمل الميلاد والموت والقيامة والتصالح بين البشر والسلام مع الله.

في المسيح قال الله لنأكل شيء(يوحنا الصليبي+ 1591): ان الله الذي حسم الاباء قديماً في الانبياء كلاماً متفرّقالأجزاء، مختلف الأنواع، كلمنا أخيرا في هذه الايام في الابن"(رسالة مار بولسالى العبرانيين)

"وهكذا يعلمنا الرسول ان الله صار نوعا ما الابكم. لم يبق لديه شي بقوله لنا. "المسيح هو كلمة الله، والله قال كلمته بالابن يسوع المسيح، وكأنه قال لنا كل شيء بالابن يسوع المسيح.

الميلاد محبة

نحن اليوم كلمة المحبة والرحمة والعطاء بين اخوتنا الناس، اخرجوا الى لقاء الفقراء والمساكين والجياع والعطاش والعراة والغرباء، لتكون في كلمة ميلاديّة تحمل الفرح والسعادة والاسيكون الميلاد طقوسيّة زمنية فارغة اذا اكتفيتم بالمأكل والمشرب واللباس. الميلاد عطاء وخير ومحبة ومسامحة وسلام تتجسد في تجسد يسوع لاجل خلاصنا.

الميلاد ليس فقط ب​الشباب​ و​الانوار​، الميلاد ليس فقط فكرا تيولوجيا جافا باردا وثيابا جديدة، بل فعلانتربولوجيا انسانيا مع الناس الذي ينتظرون نعمة ​الخبز​ وكأس الماء وثوب القماش لعريهم وحذاء جديدا لاقدامهم الحافية المغمسة بالدم، فإن لم نغفر لا نكون في الميلاد، واذا لم نعطي لا نكون في الميلاد. بالمحبة فقط وبالعطاء للآخرين نكون في الميلاد ويحل الميلاد فينا.