سنعيِّد ... مع إن الطبقة الفاسدة وصلَ قهرها لنا إلى درجة حرمان ​الأطفال​ من هداياهم، وتجميد الدمعة في عيونهم.

مع ان الطبقة السياسية الفاسدة هرَّبت الفرح من قلوب الأطفال كما هرَّبت الأموال إلى ملاذات آمنة بعدما حوَّلت الوطن من ملاذٍ آمن إلى بؤرة من التوتر.

فإلى الطبقة السياسية الفاسدة، نقول بالفم الملآن: كما البحر ينظِّف نفسه ويلفظ الأجسام الغريبة منه، هكذا شعب الإنتفاضة سيلفظ الأجسام الغريبة عن المجتمع وهذه الأجسام الغريبة ما هي إلا هذه الطبقة السياسية التي عاثت فسادًا في البلد وحمَّلته أعباءً وديونًا لامست المئة مليار دولار.

***

منذ سبعين يومًا في الحراك والإنتفاضة و​الثورة​.

ومنذ ستين يومًا من دون حكومة غير الحكومة المستقيلة التي لا تقوم سوى ب​تصريف الأعمال​.

السلطة والطبقة السياسية حاولتا الإلتفاف على الثورة، وها هي الطبقة السياسية تحاول تغطية " السموات بالقبوات" لأنقاذ ما يمكن إنقاذه ، مع علمهم الأكيد ان ليس بالإمكان إنقاذ شيء من هذه الطبقة،

والتعويل كل التعويل على ​الإنتخابات النيابية​ المبكرة التي ستحدد الأَثقال الحقيقية لكل من الطبقة السياسية في مقابل شعب الإنتفاضة، هذا الشعب الذي نزل في 17 تشرين الاول من دون ان يكون على موعد مع أحد باستثناء الموعد مع الشعب، هذا الشعب الأصيل الذي سطَّر أروع أنواع التلاحم مع الإنتفاضة، فكانت هذه " الشرقطة " بين ما يتطلع إليه الشعب وما يهدف إليه قادة الإنتفاضة، وهؤلاء القادة يعرفون ماذا يريدون، ويعرفون إلى أين سيصلون،

كما يعرفون كيفية التنسيق بينهم وبين الشعب، وهذا ما يفعلونه، سعيًا للوصول إلى شاطئ الأمان الذي يعني الإستقرار والطمأنينة ولو بعد حين.

***

عملية ​تشكيل الحكومة​ لن تكون معبَّدة بالزهور، كما لن تكون نزهة. فالرئيس المكلَّف يعرف انه آتٍ من فريق لون واحد وليس على اتفاق او توافق مع الآخر، وكل الوجوه التي بدأت تُسمى هي للفريق الآتي منه.

***

إن أبواب المفاجآت مفتوحٌة على مصراعيها:

لا عبرة في التكليف بل العبرة في التأليف، فمن دون التأليف يبقى رئيسًا مكلفًا يداوم في منزله إلى حين تفكيك كل الألغام من امام عملية التاليف، وفي حال التعثر يمكن القول ان هناك قوة فوق طاقة لبنان على التحمل، تمنعه من الوصول إلى شاطىء الأمان.

هناك مصادر موثوقة لها نظرية،تقول ان هذه الحكومة ثمرة تفاهم دولي واقليمي يقضي بابعاد الرئيس الحريري وتنويم الانتفاضة وترسيم البحر، كما ان الحكومة آتية في الاسبوعين المقبلين، كما يقول المصدر.

في هذه الحال هل نكون قد دخلنا في صراع التفاهمات من دون ان ندري؟

أليس من الاجدر والاجدى أن نعيّد بعضنا البعض ونردد "ميلاد مجيد"،

وهل يولد الأمل في الوطن؟