أكد بابا وبطريرك ​الإسكندرية​ وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني أن ميلاد ​السيد المسيح​ ليس حدثاً تاريخياً فقط، بل كان ولا يزال دعوة مستمرة عبر القرون لقبول محبة .

وفي قداس ​عيد الميلاد​ في كاتدرائية القديس نيقولاوس بالمقر البطريركي بمشاركة لفيف من أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس، أشار إلى أن "عيد الميلاد المجيد ليس إلا استجابتنا نحن لهذه المحبة الإلهية، والذي من محبته لنا أصبح إنسانا و بمحبته يسألنا: هل نريد أن نفتح أبواب قلوبنا وأن نقدم له رعايتنا؟ هل نريد أن نفتح أبواب قلوبنا وأن نستضيفه هو مع انه إله بتواضع يدعونا أن ندخله حياتنا وأن نصبح أبناءه بالنعمة؟".

ورأى أنه "أنه يجب أن تكون استجابتنا الشخصية لدعوة المحبة الموجهة من الإله المتجسد ليست استجابة لفظية أو نظرية لكن استجابة عملية وحياتية"، مشيراً إلى أنه "عندما علم هيرودس الملك بميلاد المسيح من المجوس خاف على نفسه وخاف ان يخسر سلطته الزائلة واختار طريق الكراهية وقتل كل الأطفال فى بيت لحم، ولكن عندما علم يوسف بالخطة الإلهية من الملاك خاف أيضا، ولكنه خاف على الأمانة التي استأمنه الرب عليها ".

ولفت إلى أننا "اليوم نتنقل ما بين كبرياء هيرودس الذي لم يستأمن على محبة الرب وتجاهل أخيه الإنسان إلى درجة أن يقتله، وبين يوسف الذي اختار خدمة الإنسان ومحبته وهذا يعبر عن إيمانه فى محبة الرب ولأجل ذلك يخدم إخوة".

وأوضح أن "المسيح الذي نحتفل اليوم بميلاده يجدد لمرة أخرى عهد المحبة للإنسان بأنه دائما سوف يكون بجانبنا وان يسقى حقل قلوبنا بمحبته، و هنا نطرح سؤال ما هي هديتنا المقدمة تعبيرا لمحبتنا له؟ هل هي سيف هيرودس آم تصرف يوسف؟ هل هي كبريائنا أم هي محبة الجميع؟ أن المسيح يولد ويدعونا أن نتذكر أصلنا كأيقونات له".

وأكد أن "المسيح يولد ويدعونا أن نحب أخونا الإنسان بشكل صادق كما أحبنا هو أيضا، والمسيح يولد ويدعونا أن نحيى الحاضر كما عاشه هو على الأرض بتواضع كامل وإفراغ للذات".