اشار مستشار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ​سليم الحص​، ​رفعت بدوي​ في حديث للنشرة الى ان "رئيس حكومة تصريف الاعمال ​سعد الحريري​ كان امام خيارين لرئاسة الحكومة بعد ان أحرقت العديد من الاسماء، وهما الوزيرين السابقين ​حسان دياب​ و​خالد قباني​"، لافتا الى ان "الحريري طلب خلال الزيارة الاخيرة للخليلين الى بيت الوسط حذف اسم قباني واكّد انه لن يصوّت لأحد ولن يشارك في الحكومة المقبلة ولكن من الممكن ان يعطيها الثقة".

ولفت بدوي الى ان "رئيس الحكومة المكلف حسان دياب تلقف كرة النار بكل مسؤولية وطنية معلنا انه لا يطلب شيئاً لنفسه وانه سيكون لكل لبنان وليس لطائفة بعينها ولن يساير احدا"، مشددا على ان "دياب لن يعتذر ولن يتراجع عن اتمام وانجاح مهمته بتشكيل حكومة وطنيه مهما عظمت الصعاب"، كاشفا ان "بعض الذين صوّتوا لصالح تكليف دياب خلال ​الاستشارات النيابية​ الملزمة نراهم اليوم، ولاجل الحفاظ على ترابط المصالح المشبوهة مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، يسعون الى وضع العراقيل امام تشكيل الحكومة العتيدة في محاولة منهم لاعادة عقارب الساعة للوراء والالتفاف على تعهّداتهم والتزامهم تقديم المساعدة بتسهيل مهمة دياب".

وأكد بدوي ان "دياب لديه الكثير من الثقة والتصميم لتجاوز كل العراقيل التي وضعت امامه لتشكيل حكومة متوزانة، وهي بالمناسبة لن تكون حكومة مواجهة مع احد بل ستكون لونا واحدا وهو اللون اللبناني"، معتبرا ان "لدى رئيس الحكومة المكلّف مهمة واضحة لمدة 6 اشهر لانجاز مهام الانقاذ المالي، واعادة عجلة الدولة الى العمل ومعالجة وضع المصارف، بالاضافة الى وضع قانون جديد للانتخابات"، مضيفا:"يجب الا نحمّل دياب اكثر من طاقته".

ورأى بدوي ان "دياب قطع شوطا كبيرا حتى الان، وربما ستبصر الحكومة النور في اوائل ​السنة​ ​الجديدة​، وستكون سريعة مقارنة مع الحكومات السابقة التي استغرق تشكيلها اشهرا عدة"، لافتا الى ان "التحريض المذهبي على دياب هو دليل جهل وعجز عن ايصال الامور الى مسارها الصحيح"، مؤكدا ان "امور البلد لا تُدار باستنهاض الفتن ودياب هو من الطائفة السنّية ويحظى باحترام الجميع، ومثل هذه الحركات التي رأيناها في ​شوارع بيروت​ لا تنمّ عن مسؤولية وطنيّة"، مناشدا "​الحراك الشعبي​ باعطاء فرصة لرئيس الحكومة المكلّف ومراقبته بدل الحكم المسبق عليه".

من جهة اخرى، اوضح بدوي ان "في مجمل الحكومات التي توالت في لبنان، لم يكن لدار الفتوى أي دور في التكليف او التأليف، ولكن في الآونة الاخيرة رأيناها تعمل على تجيير مواقفها لصالح الحريري وهذا الامر مستهجن"، مشددا على ان "هذه الدار هي للمسلمين جميعا وهي محترمة من كافة الشرائح ويجب ان تبقى مترفّعة عن هذه الامور".

وأكد بدوي ان "لا صحة لما يحكى عن تسوية اميركيّة-ايرانيّة اوصلت دياب الى رئاسة الحكومة"، مشيرا الى ان "تكليف دياب جاء نتيجة ادائه الاكاديمي، وهو رجل متخصص مئة بالمئة ولديه سيرة ذاتية مشرّفة ولا يملك أيّة مصالح او شركات، وفي الوقت نفسه لا يطمح بان يكون زعيما سياسيا وهذا هو مصدر قوته".