أكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ​يوسف العبسي​ ان ما نراه في ​العالم​ من صعوبات ومشاكل في العلاقات ومن صراعات ناجم عن أنّنا منغلقون على مصالحنا الخاصّة، على أفكارنا الشخصيّة.

وفي كلمة القاها بمناسبة ​عيد الميلاد​، لفت إلى ان "هذه هي الأنانيّة، أكانت على مستوى الأفراد أم على مستوى الجماعات، أم حتّى على مستوى الدول التي بتنا نرى البعض منها يدوس كلّ المواثيق والشرائع والقوانين ولا يقيم وزنًا لغيره من الدول بل حتّى لا يعتبره موجودًا. هذه هي الأنانيّة تأسرنا بمصالحنا وبرغباتنا وبميولنا وتمنعنا من التواصل بعضُنا مع بعض وتجعلنا نعتقد أنّنا نحن وحدنا نملك الحقيقة".

وأضاف "الكنيسة في صلوات العيد تصف الرعاة بأنّهم الذين يندهشون ويتعجّبون من سرّ ميلاد السيّد ​المسيح​. المرء الذي يعيش لذاته وفي ذاته منكمشًا منقبضًا لا يعرف الدهشة لأنّه لا يرى إلاّ ذاته في رتابة قاتلة لكلّ تذوّق للجديد والجميل وبالتالي في رتابة حزينة. لا يتعجّب لأنّه لا يرى ولا يعترف أنّ هناك أناسًا غيره من حوله لهم قيمة، لكنّ المفارقة في هذا الحضور أنّه، على خلاف ما كان يتوقّعه أو يريده الشعب اليهوديّ بل ربّما كثير من ناس اليومِ أيضًا، حضور متواضع وليس "بطنّة ورنّة"، حضورٌ مسالم لا محارب، حضور ب​الفقر​ لا بالغنى، حضور وديع لا متسلّط، حضور نستطيع أن نَدو منه وأن نلمسه وليس حضورًا من خلف أسوار وحواجز".