رأى وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال ​غسان عطالله​ أن الوضع الراهن لا يحتمل تأجيل ولادة الحكومة، مشيرا الى أن من يؤلفهاهو رئيسها المكلّف، وربما هذا الأمر يجري للمرة الأولى بهذا الشكل، حيث أنه هو من يعرض الأسماء، ويصنع الصيغة الحكومية، مؤكدا مرة جديدة أن ​التيار الوطني الحر​ لن يمانع البقاء خارج الحكومة بحال كان هذا الأمر ضروريا لنجاحها، مستغربا مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ التي تؤكد غياب الرؤية بكل ما يقوم به.

واضاف عطا الله في حديث لـ"النشرة": "رئيس الحكومة المكلف يقوم بما عليه، ولكن حرصا منه على ان تنال الحكومة الدعم الداخلي والخارجي، يحاول تكثيف المشاورات وتوسيع دائرتها، فاتصل بالجميع،ومنهم ​الحراك الشعبي​ الذي يجب ان يتمثّل، و​الثنائي الشيعي​، وكل المكونات المعارضة له والمؤيدة لعمله"، مشيرا الى أننا نكاد نكون الوحيدين الذين لم يلتقوا معه بعد.

وقال عطالله: "نحن منذ البداية كنا واضحين وقلنا أن لا مشكلة ان نكون خارج الحكومة إن كان الامر ايجابيا لها، ولذلك فنحن ننتظر تقديم تشكيلة الحكومة وبرنامج العمل وعلى أساسه نعلن موقفنا منها، فإما نؤيدها ونبحث إمكانية مشاركتنا فيها، وإما نكون خارجها ضمن معارضة بنّاءة"، مشددا على أن القرار الأكيد هو اننا لن نعرقلها، لا ولادة ولا عملا، لان الوضع الراهن لا يحتمل العرقلة.

وردا على تصريحات رئيس ​تيار المستقبل​ سعد الحريري، أكد عطالله أن ما يمرّ به منذ تقديم استقالته من ​رئاسة الحكومة​، غير مفهوم، مشيرا الى وجود تخبّط كبير داخل تياره، فاحيانا نشهد تصريحات متناقضة من مكوناته، وأحيانا يكون الحريري موافقا على أمر فيعارضه فؤاد السنيورة مثلا والعكس، وهذا ما جعلنا امام اكثر من لغة داخل "المستقبل".

وقال: "لم يكن لرئيس الحكومة المستقيل موقفا ثابتا منذ بداية التحركات في الشارع، وتحديدا منذ تقديم الاستقالة التي لم تكن جائزة بالشكل الذي تمت فيه، الامر الذي أوجد علامات استفهام كبيرة، فهل كان الموقف عن قناعة منه أم فُرض عليه؟ وهل ما يقوله اليوم هو تعبير عما يريده هو أم من"؟.

وكشف عطالله أن هجوم الحريري على رئيس الحكومة المكلف ​حسان دياب​ غريب أيضا، لأن الثنائي الشيعي كان قد سأل الأوّل عن رأيه بدياب قبل تسميته وما اذا كان يزعجه الإسم، وكان جوابه بالنفي. وأضاف: "قبل التسمية كنا الى جانب من يريده الحريري، وقلنا له هذا الأمر مرارا، ولو أن رئيس حكومة تصريف الأعمال قد سمّى شخصية سنية في ​الاستشارات النيابية​ الملزمة، لكان أحرجنا، وكنّا سمينا نفس الإسم ولو كان نوّاف سلام، ولكنه كان واضحا بأنه لا يريد المشاركة ولا التسمية، فما الذي استجدّ اليوم؟.

ورأى أن الحريري أو من هم حوله كانوا يظنون ان الاستشارات لن تجري ربما، لانهم اعتادوا نمطا معينا من العمل السياسي يختلف عن نمط عمل الرئيس ميشال عون الذي يملك ما يكفي من الجرأة لاتخاذ القرار لا انتظار الإشارات الخارجية. وشدّد عطالله أنّ الحكومة المقبلة ستكون وبنسبة 90 بالمئة من الاختصاصيين الذين تسمّيهم الكتل السياسية، مشيرا الى أن التيار تمكن من إقناع الثنائي الشيعي بالتخلّي عن مشاركة السياسيين والاستعاضة عنهم باصحاب اختصاص مقربين، وبنفس الوقت يكونون من الأسماء النظيفةالجديدة والجديرة بالعمل.

وأكد أن كل الاشارات الدولية التي وصلت الينا حتى اليوم داعمة لتشكيل حكومة سريعة ولا مشكلة لها بالأسماء، بقدر ما يهمها برنامج عمل الحكومة ونوعية الوزراء فيها، الأمر الذي يساهم بإعطاء انطباع جيد لتطبيق الاصلاحات، مشددا على أن أكثر من دولة، منها عربية وأخرى غربيّة، أعلنت استعدادها لدعم لبنان بشكل عاجل بعد ​تشكيل الحكومة​.