اشار المفتي ​الشيخ أحمد قبلان​ الى ان "البلد في الهاوية، وكذلك ظروف الناس التي حذّرنا منها ونبّهنا إليها في أكثر من مناسبة، وموقفنا نؤكّده اليوم فنقول: إن الجوع كافر، الجوع قاهر، الجوع إذلال، والبطون الجائعة لا تسمع، يروى عن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري أنه قال:"عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج إلى الناس شاهراً سيفه"، نحن لا ندعو إلى ثورة ولا إلى فوضى ولا إلى شهر السيوف، ولكن ننصح ونناشد الجميع الإسراع بتأليف ​حكومة​ إنقاذ حقيقي، حكومة ثقة وإثبات قدرة على انتشال البلد، ووقف هذه المهازل الطائفية، التي لا تبني بلداً، بل تؤسس لمزيد من الانقسام وخلق الأزمات. وما نعيشه اليوم هو سقوط فعلي لا يمكن مواجهته إلا بقضاء مستقل، وبحكومة تحاسب وتعمل على استرداد ​المال​ المنهوب والمهرب، وتضع يدها على المؤسسات والمرافق والمرافئ، وتفكّك ​المحميات​ المالية والمافيات الاقتصادية والاحتكارية، حكومة تثيب وتعاقب وتكبح حيتان الأسواق والمال والمتلاعبين ب​الدولار​ والأسعار، حكومة تكون في خدمة الشعب، وتعمل من أجل الشعب، بعدالة وشفافية وبمعيار الأهلية والكفاءة، بعيداً عن الزبائنية والحسابات الانتخابية".

ولفت قبلان خلال خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في ​برج البراجنة​، الى أن "رجل ​الدولة​ هو الذي يعمل من أجل الأجيال، فيما رجل ال​سياسة​ يعمل من أجل الزعامة. ولذلك نحن نطالب برجال دولة لدولة قوية، لأن المرحلة مصيرية، والحلول لا يمكن أن تعالج بالبهورات والخطابات الفتنوية والتحريضات الطائفية والمذهبية، فهي ليست في صالح أحد، بل هي ​انتحار​ جماعي، ودمار حقيقي لبلد لم يعد إنقاذه بالأمر الهيّن، ما لم يدخل الجميع في هدنة سياسية وأخلاقية ووطنية، ويتعالوا عن أنانياتهم وأحقادهم وكل مصالحهم، في وطن أصبح بحاجة إلى كل من يضحّي ويتنازل ويسهّل عملية ​تأليف الحكومة​، ويكون داعماً ومؤازراً لها، لعل فيها من الأمل ما يخرجنا من هذه الهوّة السحيقة، ويخفّف عن اللبنانيين هواجس هذا القلق الكبير الذي أصابهم وأحبطهم، ويكاد يدفع بهم نحو ​انفجار​ اجتماعي ومعيشي يشعل النار في كل مكان، ويزلزل الأرض تحت أقدام الجميع".