لم يمرّ على تاريخ ​لبنان​ عامٌ أكمل الثلاثين عاماً السابقة "بأوقح" عمليات الهدر و​الفساد​ دون شعور أو أحساس أو أي ضمير أو رقي أو خوف من الله عزّ وجلّ، لكن مع لبنان ​الأرز​ صامد على مدى عقود وعصور لذلك انتفض شعبه بعد أن تمادت الطبقة السياسية الفاسدة بقلة حياء غير مسبوقة في ​العالم​.

بعد ان افرغوا خزينة ​الدولة​ ونهبوا الأخضر واليابس كلهم شركاء متضامنون متكافلون ضد "لقمة" المواطنين الشرفاء.

شعب ​الثورة​ وان كان "متريثاً" الآن، لكنه وضع مبادئه وشروطه الى الاجيال المقبلة: لا للفاسدين بعد اليوم.

بعد الثورة "المتريثة" لن يتجرأ أحدٌ من طبقة الفاسدين القدامى، ولو بشركات وهمية أو اسماء تبدو لماعة، على ارتكاب غلطة واحدة.

شعب الثورة "المتريث" لعدة اسباب بانتظار ما ستؤول اليه ​الحكومة​ المنتظرة ان تألفت...

***

فالذهنية السياسية لا تزال متحكمة تريد اشخاصها وناسها ضاربة بعرض الحائط خدمة المواطنين. لم تعتد ويلزمها وقت طويل ومضن على الشعب كي تتفهم ان كل الدول التي اعتمدت على سياسات الفساد انهارت بعكس الدول التي اعتمدت على خدمة شعبها ورقيه وعيشه الكريم تزامناً مع العلم والفن والثقافة و​السياحة​ على انواعها، ولها رؤية مستقبلية أقلها عشر سنوات الى الامام وأعني بذلك دولة ​الامارات​ العربية المتحدة.

السياحة رقم واحد، حيث أصبح ممكنا التزلج في البلاد الصحراوية، ومتاحف العالم انتقلت اليها وأعظم فناني الغرب يتهافتون لإحياء حفلات فيها، وهنا نتحدث عن الاوبرا التي نافسوا فيها مع بلاد الغرب من ​روسيا​ الى ​فرنسا​ الى ​إيطاليا​، كما انشأوا وزارة للسعادة وسموا عام 2019 عام التسامح.

***

بينما لبنان وطن السعادة كان عام 2019 عام القهر والمعاناة والجوع والذل والنهب وتحاويل المال المنهوب مع ان اللبنانيين من أكثر الشعوب التي تحب ​الحياة​، تلتهم العلم وتَبرع في كل المجالات في أقاصي العالم والأنكى أن شباب لبنان وشاباته تضيع كل آمالهم في وطنهم.

ما يسمى هذا بصراحة: اجرام بحق الشعب من ​الشباب​ والشابات والشيوخ.

التفاؤل والأمل هو لعام 2020 مع شعب الثورة "المتريث".

وصراحة لا خوف اذ افرغوا خزائن الدولة على الهدر والفساد.

***

وهنا نصرّ ونشدد ونطالب شخصاً واحداً اسمه:

حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ له الحق الأوحد في إعادة الأموال المحولة من ​المصارف​ بشكل مخيف، ولا يكفي رفع رأس مال المصارف بنسبة 20% إذ لا يزال المودعون الأصيلون الشرفاء تحت رحمة وذل كل مصرف حسب سياسته، أما استعادة المال المنهوب على مدى 30 عاماً ننتظر ان تؤلف الحكومة العتيدة لتعيدها.

حضرة الحاكم رياض سلامة لا نريد الإنهيار الكامل للبنان على ايامكم.

توجد مليارات حوّلت ومعروفة ب​الساعة​ ولمن والى أين وحجمها حيث تكفي وتزيد باستعادتها لتريّح كل المودعين الذين وضعوا كل جنى عمرهم مؤمنين أولاً بكم شخصيا، الذي اعطيتم الثقة بصمود ​الوضع المالي​ اللبناني إن ب​الليرة اللبنانية​ أو ب​الدولار​ الذي أهل الفساد اخترعوه تسهيلاً لفسادهم.

سعادة الحاكم دع الأجراس تُقرع لكم في وطنكم لبنان.

دع المواطنين يتنفسون الصعداء والدعاء لعام 2020 ان تسترجعوا بأول شهر، وهذا أول واجبكم، أقله المال المحوّل.

وبمجرد ان نشعر ان الأمور المالية تحلحلت وأعدتم الثقة للناس الذين من حقهم الخوف وضعوا مالهم في خزائنهم سيعيدونها الى المصارف ذات الوجوه الخيّرة والمباركة و"البشوشة".

ألا يستحق تاريخكم سعادة الحاكم في إدارة مصرف لبنان ان تكونوا رجل العام 2020 بإعادة الحقوق المالية المودعة في المصارف لشعب لبنان الأبي بأكمله!