اشار ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ خلال متابعته صلاته مع المؤمنين في ​كنيسة​ الصرح البطريركي في ​بكركي​ على نية ​لبنان​ في تأمله خلال صلاة المسبحة الوردية مساء اليوم، الى اننا "نشكر الرب على سنة 2019 التي وبالرغم من كل سيئاتها تبقى ايجابياتها أكثر. ونشكره على نعمه وعلى حضوره الالهي معنا بحيث ان يد الرب ويد ​سيدة لبنان​ غير المنظورة لا زالت تحمي وطننا لبنان. ونلتمس ان تكون سنة 2020 سنة خير وبركة وسلام في الشرق واستقرار في لبنان وخروج من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية".

وتابع: "نوجه صرخة الى الله كأبناء وبنات له لنقول: لم تعد محمولة الطريقة التي يتعامل بها السياسيون عندنا مع موضوع ​تشكيل الحكومة​. من المؤسف ان يعود السياسيون اليوم ليطالبوا بحصص بعد سبعين يوما من ​الانتفاضة​ التي يشارك فيها الكبار والصغار في الشوارع والساحات والطرقات، وان يبقوا على روحهم ونهجهم القديم في اختيار الاسماء والوزارات، وكأننا امام اولاد صغار. نصلي من اجلهم كي يحررهم الله من عتيقهم فيزيل منهم الروح الصبيانية ليمنحهم روح المسؤولية. وكما نقول في المزمور 50 : "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك ... وبروح رئاسي اعضدني"، نسأل للسياسيين عندنا ان يعطيهم الله "الروح الرئاسي" اي روح المسؤولية والعطاء والتضحية والتجرد في الخدمة والتفكير في كيفية النهوض بالبلاد وبالشعب".

اضاف: "نذكر في صلاتنا الرئيس المكلف الذي يتلقى الضربات من كل الجهات، كي يتحمل مسؤوليته كما يمليها عليه ضميره الوطني. الكنيسة لا يمكنها ان تتحزب لأحد ولا ان تتلون بلون أحد، وهذا دورها وواجبها، ولكننا نصلي من اجل الخير العام وخلاص لبنان. لانه لم يعد مقبولا رمي الوطن في الديون المتراكمة وفي ​البطالة​ المتزايدة وفي الجوع والعطش وصرخات الناس، فيما نرى السياسيون يتصلبون في طلباتهم كالاولاد الصغار".

وختم: "نصلي على نيتهم كي يكبروا بالروح الرئاسي، وان يتزينوا ب​فرح العطاء​ وبالتجرد. فالفرح الحقيقي هو عندما يعطي ​الانسان​ بتجرد وحرية. واننا نبارك بكل المبادرات الفردية والجماعية التي يقوم بها ملائكة الخير من اجل التخفيف من الآم المتألمين الذين سينقذون الوطن حتما بآلامهم المضمومة الى الآم ​السيد المسيح​".