نقلت مصادر من فحوى لقاءات رئيس ​الحكومة​ المكلف ​حسان دياب​ مع الرئيس ميسال عون ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، أنّ التواصل أصبح صعباً منذ المرحلة الاولى، بسبب إصرار عون على التعامل مع ​تشكيل الحكومة​ وفق قاعدة العودة الى أعراف ما قبل "اتفاق الطائف"، أي الى الجمهورية الاولى، التي كان ​رئيس الجمهورية​ يسمّي الوزراء، ويكلّف أحدهم تشكيل الحكومة، وما يجري اليوم يشبه الى حد بعيد ما كان يحصل، حيث تفرض على دياب طبيعة التشكيلة وتوزيع الحقائب، وتحديد الاسماء، ويترك له تحديد بعض أسماء الوزراء، على طريقة أنّ له حصة وزارية، وأنّ صلاحياته لا تشمل التدخل بحصص القوى السياسية.

وكشف المصادر في حديث لـ"الجمهورية" أنّ "الرئيس المكلف يشعر انّ التعامل مع رئيس الجمهورية صعب، لأنّ همّه التوجّه الى الرأي العام المسيحي أولاً، وإقناعه انه استعاد صلاحيات الرئاسة الاولى من الحريرية السياسية". وأضافت: "انّ الاجواء في اللقاءات بين الرجلين تنقصها الحرارة، لأنّ الرئيس عون ميّال الى الرفض الدائم والجدل وإعطاء التوجيهات، ولأنّ التفاهم معه صعب جداً، ولأنه غير مستعد لتغيير مطالبه وأفكاره".

ولفتت المصادر الى "أنّ دياب يرى أنّ التكليف بخلفية سَعي عون لإرضاء الشارع المسيحي حصراً، وإرضاء بعض المكونات الأخرى، والتشدد في التفاوض حول الحكومة، يُصعّب المهمة التي لا يمكن إنجازها الّا بعد موافقة رئيس الجمهورية على ما يطلب، وهذا ايضاً أمر صعب". وقالت: "انّ دياب عرض هذه الاشكالية أمام رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ وهو يأمل بتدخّل منه لدى عون، والّا فإنّ التشكيل سيكون امام عقدة حقيقية".