حمى الله لبنان ...

المنطقة تغلي: من ليبيا حيث التدخل التركي يقترب .

إلى فلسطين حيث الإسرائيليون في إستنفارات قصوى بعد الضربة الأميركية في العراق .

إلى سوريا حيث الحرب ما زالت مستعرة.

إلى العراق حيث ساحة المواجهة الشرسة بين واشنطن وطهران، وأحدث المواجهات الغارة الأميركية على العراق التي أدت إلى مقتل الجنرال قاسم سليماني الذي كان عائدًا من لبنان. وجاءت الضربة الأميركية بعد الهجوم على السفارة الاميركية في العراق .

***

حمى الله لبنان،

لأنه في ظل هذه التطورات فإن السؤال الأبرز الذي يقفز إلى الواجهة هو: هل سينجو لبنان من هذه التداعيات؟ وكيف؟

يقودنا هذا السؤال مباشرة إلى سؤال: ما هي الإجراءات التي سيتخذها لبنان لتفادي التداعيات؟

في دولٍ تعتبر نفسها معنية، كما لبنان معني بمثل هذه التطورات، يتبادر إلى الأذهان، كيف يتم التحوُّط لِما يمكن أن يحدث؟

دولٌ تدعو إلى اجتماعات استثنائية وطارئة لمناقشة الأوضاع .

دولٌ في اجتماعات مستمرة لمراقبة الاوضاع وتطوراتها .

ماذا يفعل لبنان في المقابل؟

لا شيء!

فأي لبنان سيفعل؟

هل لبنان الطبقة السياسية الفاسدة؟

هل لبنان طبقة تصريف الأَعمال المشتتة؟

هل لبنان الذي لا تجتمع سلطته التنفيذية حتى في ظروف استثنائية كهذه الظروف؟

أين الحكومة واختصاصيوها الكرام؟

***

غالبًا ما نسمع: لبنان في خطر، فماذا انتم فاعلون لمواجهة هذا الخطر؟

هل في المماحكات "والتسليات" تُنقذون البلد؟

هل في التفتيشِ عن أشخاصٍ لا أهليةَ لهم ليتسلموا السلطةَ التنفيذية؟ نسمعُ باسماءٍ واسماء من كل وادٍ عصا ولا اتفاقَ على التأليفِ بعد؟

***

وما يُقال في السياسة يُقال في المصارف والنقد :

هل بلغ المعنيين ان الأسعار "دَوْبلت"؟

هل بلغ المعنيين أن المشكلة النقدية، في احد أسبابها الرئيسية، كما تقول مصادر جدّ موثوقة ان هناك تحاويل "بالكبيرة" يؤخذ عليها عمولة تناهز 30% ونتحفظ عن ذكر اسم أو اسمين كي لا نزيد الطين بلة.

***

نناشد للمرة المئة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ألا يترك المصارف التي كان على أعمق أواصر العلاقة المالية والنقدية والهندسية معها أيام أولوية الثقة مع الدكتور جوزيف طربيه الوجه البشوش الذي يوحي بالثقة من مراكمة خبرات وتجارب على مرّ الايام والسنوات، وكانت أيامه خيّرة ان في خزينة الدولة أو في المصارف لأنه يبدو ان رئيس جمعية المصارف لديه الصلاحية أكثر من حاكم مصرف لبنان على المصارف.

لا يمكنكم اليوم سعادة الحاكم القول ان الشعب والحالة الاقتصادية والمصارف بألف خير ولا خوف، بل يزداد خوف المودعين يوماً بعد يوم، كما أصحاب المصارف، والجميع يتساءل كيف أقفلت المصارف لأسبوعين بعد أول يوم من الثورة في 17 تشرين الأول.

واليوم هناك هجمات يومية على بعض المصارف العريقة، يا ترى هل هي مدسوسة حسب مصادر موثوقة أم لا.

فعلاً كيف "طربقت" الدنيا علينا نحن الناس ولم "تطربق" على رأس الفاسدين والمنتفعين والانتهازيين؟

سؤال يسأله كل مواطن، إطلعْ على العلن سعادة الحاكم وصارح الرأي العام على أقله نعرف ماذا حصل وما سيحصل؟

خاصة وما هي هذه الموضة الجديدة الغريبة العجيبة ان التداول باللبناني ان سحب من المصارف أو لدى الصيارفة يدفعون لنا من فئات 50 الف ليرة ونزولاً حتى الألف ليرة أي بالمعنى الشعبي مليون ليرة تكون كما يقال بالعامية: "بقجة الفلاح".

نكرر يبدو ان هناك تزامناً بين ما يحصل في المصارف الكبيرة من شتائم وصراخ وضرب وبين البيان الذي صدر عن اتحاد نقابات موظفي المصارف بتاريخ 3 الجاري يناشد فيه القوى الأمنية الى حماية مستخدمي المصارف في أماكن عملهم من تجاوزات ويؤكد بأنه سيضطر في حال لم تردع القوى الامنية هؤلاء المشاغبين

الى اتخاذ القرار باعلان الاضراب العام مجدداً في القطاع لحين عودة الاستقرار واجواء الهدوء في كافة فروع المصارف على مساحة الوطن.

فهل هذه خطة جهنمية أخرى كالتي حصلت سابقاً بإقفال المصارف.

آملين كل الخير تحسساً مع شعب لبنان الأبي.