أشارت صحيفة "التايمز" في مقال افتتاحي الى إن "مقتل قائد ​فيلق القدس​ السابق في ​الحرس الثوري الايراني​ الجنرال ​قاسم سليماني​ قضى على رجل شرير كان يقود أعمال التخريب ال​إيران​ية في الشرق الأوسط، ولكن ​الولايات المتحدة​ مطالبة بوضع خطة لمواجهة الانتقام الإيراني المتوقع".

ولفتت الصحيفة الى إن "سليماني لم يكن واحدا من كبار القادة العسكريين الإيرانيين فحسب بالنظر إلى السياسة الدولية، فمسؤوله المباشر كان المرشد الأعلى ​علي خامنئي​ شخصيا"، مشيرا الى أن "التبرير الأمثل لقتل مثل هذه الشخصية البارزة هو تعزيز محاصرة نظام إيران العدائي ولكنه في الوقت نفسه يثير الانتقام ويحسد الدعم والولاء للملالي وعلى الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ أن يطمئن الأميركيين والحلفاء أن لديه استراتيجية لمواجهة مثل هذه التطورات".

واضافت: "جرائم سليماني ضد الإنسانية لا تخفى على أحد"، لافتا الى أنه "رجل إيران الأول المسؤول عن زرع الفتن والإرهاب في الشرق الأوسط، فحيثما وجد شيعة حركهم من أجل النفوذ الإيراني"، مشددا على أن "أمد ​النظام السوري​ بالدعم العسكري والمالي وهو يقمع ​الانتفاضة​ الشعبية بوحشية"، مشيرا الى أنه "ساعد في حصار مدينة حلب وتجويع أهلها حتى يستسلموا ودرب الحوثيين في ​اليمن​ على مهاجمة المنشآت النفطية ​السعودية​".

وأكدت أن "سليماني كان مسؤولا مباشرا عن قتل مئات الأميركيين وقاد جهود إخراج ​القوات الأميركية​ من ​العراق​، ومع ذلك فإن قرار ترامب فيه مجازفة"، مضيفا: "فبدلا من ردع إيران وأطماعها التوسعية فإن قتل سليماني قد يعزز جرأتها على تحدي المعايير الدولية".

وشددت التايمز على إن "ترامب يعتقد أن ​طهران​ على الرغم من تهديداتها لا تملك القدرة على تنفيذ تلك التهديدات"، لافتا الى أن "الرئيس الأميركي يمكن أن يكون على حق لأن العقوبات نخرت اقتصاد البلاد والاضطرابات الداخلية هزت أركان النظام، وربما كشف مقال سليماني عجز هذا النظام".

وحذرت الصحيفة من أن "هذه ليست إلا تخمينات، لافتا الى ان "إيران لم تتراجع عن الاستفزازات التي تقوم بها في المنطقة"، مضيفا: "فقد لجأت في الفترة الأخيرة إلى أعمال القرصنة باعتراض السفن في مضيق هرمز، وهاجمت ناقلات نفط في الخليج وأكثر من ذلك فقد أسقطت طائرة مسيرة أمريكية، وقصفت أكبر منشأة نفطية في العالم في السعودية".

ورأت الصحيفة أن "إيران خلال 40 عاما من ​الثورة​ دعمت هجمات إرهابية على أهداف غربية ولابد أن تعرف اليوم أنها لابد من أن تتوقف عن هذه الأعمال، وإلا فإنها ستواجه عواقب قاسية"، معتبرة أن "المشكل أن ترامب خلال ثلاثة أعوام من حكمه لم يكن منسجما في مواقفه من الدول المارقة فقد سعى إلى التقارب مع ​فلاديمير بوتين​ ومع كيم جونغ أون. كما أن طهران تعتقد أنه لا يريد الحرب، وهو ما جعلها تزداد جرأة في أعمالها وعليه أن يطمئن حلفاءه بأنه لن يتراجع عن تبعات هذا التصعيد".