علمت "​الجمهورية​" انّ جهات دبلوماسية أوروبية بعثت إلى شخصيات رسمية ​لبنان​ية بنصائح متتالية منذ اغتيال ​اللواء​ ​قاسم سليماني​، بإبقاء لبنان بعيداً من المواجهة المحتملة بين الإيرانيين والأميركيين.

وقال مرجع سياسي لـ"الجمهورية" انّ المشهد الاقليمي يؤشر الى انّه فُتح على تداعيات غير محمودة تبعاً للتوتر المتفاقم بعد اغتيال سليماني. واضاف: "لا شك انّ هذا الاغتيال أعاد خلط اوراق المنطقة على نحو غير ثابت حتى الآن، وهو ما يطرح احتمالات غير واضحة حول المنحى الذي ستسلكه، تبعاً للتطورات التي قد تحصل".

والواضح كما يقول المرجع، "انّ الاميركيين اغتالوا سليماني، ولم يكتفوا بذلك، بل جاهروا علناً بهذا الاغتيال بشكل تفاخر استفزازي للإيرانيين، بما لا ينسجم مع رسائل التهدئة التي وجهّتها ​واشنطن​ بعد الاغتيال الى ​القيادة​ الايرانية عبر القطريين والسويسريين وغيرهم".

وبالنسبة الى لبنان قال المرجع: "هو في الأساس موجود في عين العاصفة، وعلى خط التوترات الاقليمية، والواضح ان ليس هناك من طرف لبناني، يتجّه نحو تصعيد، تحسساً بواقع البلد وعدم قدرته على تحمّل اي اعباء او ضغوط اضافية، ومن هنا يمكن القول انّ لبنان محيّد وإنّ التطورات التي حصلت لم تؤثر على المسار الحكومي ولا على مفاوضات التأليف".

وعن شكل ​الحكومة​ العتيدة، قال المرجع نفسه: "انا في ظل هذا الجو الخطير، لست على الاطلاق مع حكومة اختصاصيين او اي تسمية أخرى، بل انا مع حكومة سياسية بكل معنى الكلمة (مطعّمة باختصاصيين)، وهي ضرورة تستوجبها التطورات التي حدثت، واحاطت باغتيال قاسم سليماني".

وأضاف: "المطلوب هو حكومة مواجهة للتحدّيات حصراً، وليس حكومة مواجهة داخلية كما يطيب للبعض في لبنان ان يصفها". الّا انّ المرجع نفسه استدرك قائلاً: "طالما انّ الحكومة ستُشكّل، فالأجدى ان تُشكّل حكومة تدير نفسها بنفسها، والوزراء ليسوا مقيّدين بأمر طرف سياسي يتحرّكون وفق مشيئته، الحكومة يُفترض ان تقود نفسها لا أن تُدار من الخارج".