علقّت مصادر مطّلعة للنشرة على كلام رئيس ​المجلس النيابي​ نبيه بري أمام النواب في لقاء الاربعاء عن "مرحلة تستدعي حكومة لمّ شمل وطني جامعة وفق رؤية تتصدى للهواجس"، بأنه نعي لمسار تأليف الحكومة الذي يقوم به الرئيس المكلّف بالتأليف حسان دياب. لكن لماذا وصل بري الى تلك القناعة؟.

تتحدث مصادر للنشرة أن "عدم تسليم ​الثنائي الشيعي​ أسماء وزرائه كما فعلت باقي القوى، رسم علامات استفهام: لماذا تمنّع حزب الله و​حركة امل​ عن تسليم الاسماء، بإستثناء د. غازي وزنه المقترح لتولي وزارة المالية؟ وهل أن الحزب اعاد حساباته بعد حادثة اغتيال الأميركيين اللواء الإيراني ​قاسم سليماني​"؟.

كل المعطيات في الأيام القليلة الماضية اوحت ان "الثنائي الشيعي" لم يعد يرغب ب​حكومة تكنوقراط​، وهو سرّب اسماء سياسيين مطروحين للتوزير، لكنه كان يسمع من دياب اصراره على شخصيات غير حزبية.

واضافت المعلومات ان ما صدر عن تيار "المستقبل" بخصوص الثلث الضامن اوصل رسالة للثنائي الشيعي تزامنت مع محاولة "حزب الله" وحركة "أمل" عدم استفزاز التيار الأزرق.

وتردّد في أجواء الثنائي المذكور أنهما لا يريدان ايضاً ان يمسك التيار "الوطني الحر" وحده بالثلث الضامن.

وبعدما حصل اجتماع بعبدا امس بين ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ودياب، صدرت اشارات ايجابية بالفعل نتيجة حل عقدة وزارة الخارجية والمغتربين، نتيجة إقتراح توزير دميانوس قطّار في حقيبة الإقتصاد، لكن بعدها تبيّن ان حسابات "الثنائي الشيعي" تختلف عن حسابات برتقالية بما يخص الاجواء الاقليمية الضاغطة التي "تستوجب رص الصفوف الداخلية". ولذلك طرح بري امام النواب عنوان "حكومة لم الشمل الوطني"، أي حكومة وحدة وطنية، وهي عمليا تعني إعادة النظر بكل مسار التأليف الحكومي.

ولتأكيد عدم قبول بري بمجريات التأليف القائمة الآن والنتائج التي توصل اليها دياب، طرح رئيس المجلس اعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال، أي تعويم رئيسها سعد الحريري مجدداً.

فهل يعني ذلك ان "الثنائي الشيعي" يريد ان يعود الحريري فقط الى تحمّل المسؤولية أم التمسك به للمرحلة المقبلة؟.

كل السيناريوهات واردة، لكن الاكيد ان عملية التأليف تفرملت الآن.