أشار سفير لبنان السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ في حديث لـ"النشرة" إلى أنه "بعد قيام ​الولايات المتحدة الاميركية​ بإغتيال قائد فيلق القدس في ​الحرس الثوري الايراني​ ​قاسم سليماني​ ظهر ان لدى ايران هدفان، الأول قصير المدى ويتعلق بضربة عسكرية تطال الجيش الأميركي، والثاني بعيد المدى وهو ازاحة الولايات المتحدة من المنطقة"، لافتا الى أن "الهدف الأول تحقق بالأمس مع توجيه ايران ضربة بالصواريخ الى قاعدة عسكرية تضم قوات أميركية في العراق"، معتبرا ان "تصريحات المسؤولين الايرانيين بعد الضربة توحي بأن الأمور انتهت عند هذا الحدّ وان هذه الضربة هي خلاصة العمل الانتقامي ردا على مقتل سليماني".

ورأى طبارة أن "كلاًّ من الولايات المتحدة وايران لا تريدان الحرب في المنطقة"، مشيرا الى ان "الصواريخ التي استخدمتها ايران لقصف قاعدة عين الأسد هي صواريخ دقيقة واستهدفت اماكن تواجد القوات الاميركية في القاعدة، وهو هدف واضح ومعروف وكأن المقصود عدم اسقاط قتلى في صفوف الأميركيين"، موضحا أن "الجانب الأميركي اكد عدم وجود ضحايا في صفوف قواته، واذا صح هذا الأمر فإنّ هذه الضربة تكون مصوّبة كي لا تصيب"، مضيفا:"أتصور ان الضربة الايرانية تهدف لارضاء الشعب الايراني والقاعدة الشعبية لمحور المقاومة".

وأكد طبارة أن "الهدف الايراني المتمثل بإخراج ​الولايات المتحدة الأميركية​ من المنطقة بعيد المنال، وقد لا يُمكن تحقيقه بالفعل حتى لو عملت ايران على ذلك"، مشيرا الى ان "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ أكّد مرارا، إن كان في حملته الانتخابية او بعد وصوله الى ​البيت الأبيض​ أنه يريد الانسحاب من ​الشرق الاوسط​ لأن هذا الوجود كلّف أميركا كثيرا"، لافتا الى ان "ترامب يفاوض ​حركة طالبان​ لسحب الجيش الاميركي من افغانستان، وسحب عددا من جنوده في سوريا وترك لتركيا ادارة اللعبة في مناطق الشمال السوري"، معتبرا ان "مع اي انسحاب جديد للقوات الاميركية من المنطقة ستُعلِن إيران أن ذلك يشكّل انتصاراً لها، رغم أن هذا الامر هو من اهداف ترامب الحقيقية"، مؤكدا أن "تحقيق انسحاب كامل للقوات الاميركية من الشرق الأوسط لن يحصل".

من جهة اخرى، رأى طبارة أنه "على عكس ما يتصور البعض أن اغتيال سليماني سيؤدي الى حرب بين أميركا وايران، فانه سيكون بداية لاعادة مسيرة التفاوض بين الجانبين"، مستبعدا ان تقوم الفصائل العراقية الموالية لطهران باعمال عسكرية ضد الولايات المتّحدة الاميركية، لافتا الى ان "امين عام ​حزب الله​ السيد حسن نصرالله كان واضحا في هذا المجال بأن ايران لن تستخدم أذرعها في المنطقة للردّ على مقتل سليماني بل ستقوم بذلك بنفسها وهذا ما حصل".

وفي سياق منفصل، اعتبر طبارة أن "الملف اللبناني وخصوصا في موضوع ترسيم الحدود البحريّة لا يشكل أولولية بالنسبة لأميركا في هذه المرحلة في ظل انشغالها بالأوضاع في المنطقة"، مشيرا الى ان "واشنطن تحاول ألا يتأثر لبنان والنظام المصرفي بالعقوبات التي تفرضها على حزب الله"، مشددا على ان "البلد بحاجة ماسة للمساعدات الخارجيّة للخروج من المأزق، وهذا الامر يتوقف على نفوذ الحزب داخل الحكومة المقبلة".