ما يساويك دولة الرئيس المكلف د. ​حسان دياب​ يساوي الشعب بأكمله.

تُركتمُ وحيداً بعد شهر..

تُركنا وحيدين منذ ثلاثين عاماً..

تُركتُم وحيداً إذ إن كل فريق يريد الحصة الأكبر.

تُركنا وحيدين انما مناضلين لحقوقنا المدنية التي حرمونا منها...

تُركتُم وحيداً لكن عندكُم اختصاصكُم ويمكنكُم ساعة تشاؤون العودة الى أكبر صرح جامعي.

أمّا نحن الشعب فتُركنا على الحضيض، على الافلاس، على الاحباط واليأس والإنهيار.

***

عانيتُم شهراً واحداً..

عانينا نحن الشعب ثلاثين عاماً أوجعها آخر ثلاث سنوات، لم يبقَ لنا سوى الشوارع والساحات حيث نلتقي "موحدين" دون سقف ​الدولة​.

***

د. حسان دياب دخلتُم ​السياسة​ من بابها العريض وحتى الآن لم تتوقفوا عن المحاولات لتأليف ال​حكومة​ وأخيراً تُركتُم وحيداً بين الفرقاء السياسيين.

تَصْغَر حالتكُمُ عندما ترون حالة شعب بأكمله،

الطبقة الفاسدة التي نهبته وأقفلت عليه مصارفه وشركاته ومتاجره وأعماله ومصانعه، ومستشفياته فلا بأس، لكم أجر عند الله عزّ وجلّ.

وعند الشعب الأجْر من الله على كرامتهم ونضالهم للعيش الكريم في وطنهم، فإما ينتصرون لحقوقهم المسروقة أو يقمعون.

على أقله علت أصواتهم الشريفة النظيفة على الطبقة الفاسدة.

***

ونصل إلى بيت القصيد:

الوضع المالي​ والنقدي كمفهومٍ فريد ونموذجي:

في ​لبنان​ هناك "قانون النقد والتسليف" الذي يرعى العلاقة بين ​مصرف لبنان​ و​المصارف​ وبين المصارف والمودعين. أثبتت ​الأزمة​ الأخيرة، منذ 17 تشرين الاول 2019 أن الذي يُطبق ليس قانون النقد والتسليف بل شيءٌ آخر هو مزيجٌ من بيانات لا تُلزم احدًا، ومشاريع تعاميم لم تتخذ المفاعيل القانونية.

فوفق أي مادة من قانون النقد والتسليف لا يحق للمودِع أكثر من مئتي ​دولار​ في الاسبوع؟ وأمثلة كثيرة كررناها كثيرًا في هذه الصفحة.

***

لكن الاخطر من كل ذلك هو محاولة سرقة ​الثورة​ من قبل بعض الوصوليين والذين لا يرون من الثورة سوى منصبٍ أو وجاهة. هؤلاء ليسوا من الثورة بشيء ولا علاقة لهم بالشعب الغاضب وليس من يخبئ الشقق والسيارات والمجوهرات في الداخل أو الخارج ويدعي انه من الثوار.

الثورة هي الشعب كله... هي النقمة على الاوضاع المهترئة... هي انقلابٌ على "فساد الفاسدين" الذين يعتبرون ان الأرض ملكهم والشعب ملكهم والمؤسسات ملكهم...

الثورة هي حق المواطن في ملكيته الخاصة وفي وديعته الخاصة فلا يقاسمه فيها حاكم متجبِّر ورئيس قطاع مصرفي "بروفسور" في تشويه الحقائق...

الثورة هي حق المواطن في ان يعيش في بلدٍ حر سيد مستقل، نظامه حر ليبرالي لا قيود عليه إلا ما تقتضيه القوانين المرعية الإجراء...

الثورة هي أنين شعب وألم جيل ورفضٌ للعودة إلى الوراء التي أوصلت إلى ما وصلنا إليه قبل 17 تشرين الأول.

مَن تعب من الثورة فليتنحَّ جانبًا

وفي المحصِّلة الذين يعملون هم الذين يُخطئون، اما الذي لا يفعل شيئاً فهو الوحيد الذي لا يقع في الخطأ.

الثورة تُخطئ فتُصحح على الطريق.

***

أما وإن تُركتُم وحيداً حضرة الرئيس المكلف، انكم من طالبتُم بحكومة من اختصاصيين تخدم الشعب واصطدمتُم بالذهنية السياسية التي أوصلت البلاد الى الافلاس.

اليوم يجدد شعب لبنان الأصيل غضَبَهُ في ارجاء وطنه، وأنتم جددوا التلهّي بمصائر الناس والعباد والله يُمهِل ولا يُهمل...