لفتت مصادر "​كتلة المستقبل​" في حديث إلى صحيفة "الجمهورية" عن فرضيّة مساندتها رئيس الحكومة المكلّف ​حسان دياب​، وإذا كانت راضية على آدائه، إلى أنّه "ليس هناك رضا أو عدم رضا على دياب، بل هناك موقف محايد من كلّ ما يحصل. فرئيس حكومة تصريف الأعمال ​سعد الحريري​ الّذي قال للجميع، إذا لم أتمكّن من ​تشكيل الحكومة​ كما أُريد لن أقف حجر عثرة أمام تشكيلها، فهو منذ استقالته يتواصل مع دول عدّة ومع المؤسسات العربيّة والدوليّة، لكنّ الإجابة جاءت موحّدة من قِبل الجميع "نريد حكومة مكتملة ومجلس وزراء قادرًا على الاجتماع واتخاذ القرارات، فلا أحد من تلك الدول مستعدّ لعقد اتفاقات مع حكومة تصريف أعمال".

وأوضحت أنّ "بالنسبة للحريري الأولويّة هي لتشكيل الحكومة، ورغم أنّ حدود صلاحيّاته في حكومة تصريف الأعمال ضيّقة جدًّا، إلّا أنّ إجازة الأسبوع الّتي أمضاها خارج البلاد لملاقاة عائلته، لم تنهه عن مواصلة عمله. فهو كان على تواصل يوميّ مع الداخل والخارج منذ اليوم الأوّل لإستقالته"، مبيّنةً أنّ "حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها تقديم التزامات، فلا أحد وفق يرمي هباته في سلة مثقوبة، لأنّ مقابل الهبات على الحكومة تقديم التزامات إصلاحيّة أو ماليّة أو تشريعيّة أو قرارات يجب أن تُنفَّذ".

وعن إتهام الحريري من قِبل البعض بالتقصير في تصريف الأعمال، شدّدت المصادر على أنّها "كذبة اخترعوها لتغطية فشلهم في ​تأليف الحكومة​". ورأت أنّ "ما يحصل اليوم انّه إذا اتّخذ أي وزير قرارًا يمكن اتهامه بتخطّي حدود تصريف الأعمال، فكيف إذا أراد الحريري أن يوقّع اتفاقًا دوليًّا مع دول أُخرى، فمن المؤكّد عندها أنّه سيُتهم بتخطّي حدود تصريف الأعمال". وأشارت إلى "أنّنا لم نتّخذ موقفًا من دياب سوى أنّنا طالبناه بتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، ولم نضع شروطًا عليه بل وضع الحريري شروطًا على حكومته فقط. أمّا الآخرون فهم أحرارٌ في اختيار شكل حكومتهم".

وذكرت أنّ "الحريري اختار عنوانًا واحدًا للحكومة الّتي أراد تشكيلها برئاسته وهي ​حكومة تكنوقراط​ أو من الاختصاصيّين، لأنّ تجربته الشخصيّة عبر اتصالاته اليوميّة، تؤكّد صوابية خياره. والحريري توقّع الّذي يحصل اليوم ونبّه إلى ضرورة تشكيل حكومة خلال 24 ساعة، فاتّضح له بأنّهم لم يتمكّنوا حتّى الساعة من الاتفاق حتّى على شكلها؛ وهذه المشكلة واضحة وهي ليست عند الحريري لأنّه لم يصرف أو صرّف الأعمال".

كما أكّدت أنّه "لو طُلب من الحريري العودة فهو لن يوافق ولن يعود، وهو ما زال على رأيه من ضرورة تشكيل الحكومة سريعًا، وهو حريص على عدم عرقلتها بأي طريقة، لذلك هو لا يتكلّم ولا يعلّق، وعلى رغم من ذلك يُتّهم بالعرقلة ويُحمّل المسؤوليّة فكيف لو تدخّل فعلًا؟". وعمّا إذا كان الحريري يساند دياب، بيّنت أنّ "الحريري لم يرفض تكليف دياب، والّذين تظاهروا أمام منزل الأخير ليسوا من مناصري "المستقبل". وإذا كان هناك حالة إحباط لدى الطائفة السنيّة بعد تكليف أي شخصيّة تعتبرها الطائفة غير مناسبة للمركز السنّي الأوّل في الدولة فهذا أمر آخر".

وأشارت المصادر إلى أنّ "​تيار المستقبل​" قد وقف بوجه ​المتظاهرين​ وعانى شعبيًّا لأنّ الناس عبّرت عن مواقف شخصيّة لا يمكن لجمها، بالإضافة إلى أنّ البعض نزل إلى الشارع للاعتراض ليس حبًّا بالحريري بل لأنّهم ليسوا مقتنعين بدياب"، لافتةً إلى أنّ "الغضب السنّي قائم ولكن ليس بسبب "تيار المستقبل". فمن الواضح أنّ الجميع يتساءل من أين نبت حسان دياب في بلد قائم على تقاسم المناصب".

وكشفت أنّ "الحريري حاول العودة ولكنّه اتُهم بأنّه يمنع غيره من الوصول، واكتشف أنّ شروطه للعودة مستحيلة وبالتالي هو اليوم لن يعود بشروطهم أو بشروط فاشلة سلفًا". وعن "قصة إبريق الزيت الحكوميّة"، ركّزت على "أنّنا لم نفهم العقدة حتّى الساعة، خصوصًا انّهم اتّفقوا في ما بينهم وسمّوا الرئيس وتغنّوا طوال هذه المرحلة بتفاهمهم مع بعضهم، فليتفضّلوا إذًا وليشكّلوا الحكومة الّتي يريدون، وليس مطلوبًا منهم أكثر من ذلك. فنستطيع التكلم أقلّه مع الخارج". وسألت "من هو المعطل؟ وهل هناك إرادة لعدم تشكيل الحكومة؟ وهل هذا مخطّط؟".