تَمضي ​الاكثرية​ بثبات نحو حكومة سريعة و"لايت" سياسياً ومختصرة الى درجة دمج بعض الحقائب ومنح اكثر من وزير حقيبتين. وذلك في توجه لتكون حكومة الرئيس المكلف ​حسان دياب​ الاولى وحكومة عهد ​الرئيس ميشال عون​ الثالثة "فرصة معقولة" للإنقاذ. مع أسماء غير معروفة في حكومات سابقة او في مناصب عامة بارزة في ​الدولة​. وجُلّ الوزراء والوزيرات من الشخصيات التي لا غبار عليها في ملفات ​الفساد​ او على مستوى القدرات والاختصاصات التي يمتلكونها.

أما "النكهة السياسية" فهذه "ضرورية" من باب "التوجه الشخصي والرأي الشخصي"، ولو لم يكونوا من الحزبيين الصرف او من القريبين من مراكز القرار الحزبي.

هذه الأجواء تنقلها مصادر واسعة الإطلاع في "​الثنائي الشيعي​" على ملف التشكيل، والتي تؤكد ايضاً، ان الاجواء الايجابية منذ ثلاثة ايام مردها الى دخول "​حزب الله​" الواسع على خط الإتصالات بين القوى "المتناقضة" حكومياً. حيث ساهم في تقريب وجهات النظر بين الرئيس ​نبيه بري​ والوزير ​جبران باسيل​ من جهة، وبين الوزير باسيل والرئيس المكلف من جهة ثانية وبين الرئيسين بري وحسان دياب من جهة ثانية.

وتشير المصادر الى ان ​الولادة​ دفع بها "حزب الله"، أما القابلة القانونية فكانت في ​عين التينة​ ولقاءاتها و"المُلبس" والشوكولاته يوزع في ​بعبدا​ بعد توقيع المراسيم.

وعلى قاعدة ان التفاؤل جميل ولكن الاجمل ان تتوج بخواتيمها الامور، تؤكد المصادر اننا امام ساعات حاسمة وستتبين إشاراتها الايجابية بإعلان ​الحكومة​ بين اليوم (الجمعة) والاثنين المقبل على ابعد تقدير.

اما ما يؤخر الولادة المنتظرة، فهي بضعة ​تفاصيل​ تقنية، ومنها دمج الوزرات اذ لم تلغ اي من الوزارات الـ24 وتم دمج 6 منها. وتلفت الاوساط الى ان سيكون للوزير الدرزي رمزي مشرفية حقيبتين كتعويض لطائفة الموحدين عن عدم توليها حقيبة سيادية او خدماتية "ثقيلة" كما طالب ممثلوها الرئيس المكلف حسان دياب. كما طالبوا بمقعدين لكن توسيع الحكومة الى 20 وزيراً اصطدم برفض دياب الشديد فتم التعويض بحقيبيتين لمشرفية، وحتى ​الساعة​ لم تحسما وهي تتراوح بين ​البيئة​ والمهجرين والعمل.

أما في ما خص ​الطائفة الشيعية​، فإن الاسماء التي تتداول في الكواليس فهي ​غازي وزنة​ للمالية وقد اعلن عنه امس بشكل واضح، اما الاسم الثاني فطرح الرئيس بري سالم درويش للزراعة او

حقيبة اخرى. اما "حزب الله" فطرح اسم طبيب من ​بعلبك​ ل​وزارة الصحة​ ويتردد ان اسمه ​علي حيدر​. اما الاسم الثاني فهو الدكتور عبد الحليم فياض لوزارتي ​الصناعة​ و​الشباب​ و​الرياضة​. الثابت شيعياً ان المالية والصحة بقيتا في عهدة الثنائيـ، بالاضافة الى الصناعة و​الزراعة​ والشباب والرياضة، اي 5 حقائب وقد تتعرض للتبديل في اللحظة الاخيرة وأيضاً الاسماء الشيعية ليست نهائية وفق المصادر.

اما الحصة الارمنية فأيضاً ستكون للطاشناق كما سيحصل على حقيبتين لوزير او وزيرة واحدة البيئة والاعلام معاً او غيرهما.

وفي ما خص الحصة المارونية و​المسيحية​، فتقول المصادر ان باسيل نجح في كسب "الحصثة الاكبر"، واستطاع إقصاء الوزير السابق ​زياد بارود​ في المرة الاولى عن الداخلية وذلك بعد ترشحه الى ​الانتخابات النيابية​ في جبيل ضد "​التيار الوطني الحر​"، وتردد اسمه كمرشح محتمل ل​رئاسة الجمهورية​ ابان انتخاب العماد ميشال عون رئيساً. و​دميانوس قطار​ في المرة الثانية وبقي "الفيتو الباسيلي" عليه رغم نجاحه في اقصائه عن الخارجية ليسند اليه دياب العمل. لكن باسيل لا يريده وسيضغط لتطييره لسببين: ان باسيل يخسر بدميانوس مقعد مسيحي ثالث بعد المقعد الماروني للمردة والثاني لقطار من حصة دياب، والثالث مقعد ​الطاشناق​ الارثوذوكسي، رغم التحالف بينهما. كما ان قطار طرح اسمه كمرشح للرئاسة قبل انتخاب عون ايضاً.

وعن ​السنة​ يبقى المقعد السني الرابع والذي ينتظر دياب حسمه وهو لسيدة طرابلسية وسيسميها بإسم "​اللقاء التشاوري​" النائب ​فيصل كرامي​.

وتخلص المصادر الى ان في الشكل والمضمون ربح "حزب الله" الرهان سياسياً وبسعيه الى الاستقرار بتشكيل ​حكومة تكنوقراط​ واختصاصيين ومن 18 وزيراً. ونجح في لم "شمل" الاكثرية وتمكن من جمع بري ودياب وباسيل وعون على "خط واحد".

كما سيسعى"حزب الله" الى حلول اقتصادية مالية وسياسية سريعة عبر خطة اقتصادية اعدها مع إختصاصيين ووافق عليها وايدها حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ ونائبه ​رائد شرف الدين​ وذلك خلال لقاء عقد منذ فترة. وقد خلص اللقاء الى ان هذه الاجراءات تحتاج الى حكومة اصيلة.

كما ربح سياسياً "التيار الوطني الحر" وباسيل سياسياً وحكومياً ونال الحصة الاكبر ونجح في تزخيم العهد بالحكومة. وهو سيقاتل بشراسة لتبييض صورته وصورة العهد، التي تم التصويب عليها خلال الاشهر الثلاثة الماضية من الحراك.

اما الرئيس بري ايضاً فظهر وكأن بيديه "الحل والربط" بعدما إجتمع بباسيل ودياب واعلن لاحقاً عن بدء "الدخان الابيض" حكومياً.

أما الخاسرون فهم بالدرجة الاولى الرئيس المستقيل ​سعد الحريري​ والذي ابدى امس الاول "مرونة لافتة" عندما قال: يجب ​تشكيل الحكومة​ وكأنه مع إعطائها وفق المصادر فرصة او غطاء سني ما غير معلن.

ومن بين الخاسرين ايضاً كل من النائب السابق ​وليد جنبلاط​ ورئيس حزب "​القوات​" ​سمير جعجع​ بخروجهم من الحكومة ووقوع "شرخ" بينهما وبين الحريري.

اما الاكثرية وفي حال نجحت ولادة الحكومة خلال ساعات، فإنها امام استحقاقات كبيرة وداهمة ولا يمكن الحكم عليها قبل رؤية ما ستقوم به قريباً جداً وبسرعة. ولعل اول خطواتها هي تثبيت رياض سلامة في موقعه وتنفيذ خطوات اقتصادية ومالية سريعة ووقف ارتفاع ​سعر الدولار​ وغلاء ​الاسعار​.